بأقلامهم >بأقلامهم
أمثال تداولتها الناس بطريقة خاطئة (1)
أمثال تداولتها الناس بطريقة خاطئة (1) ‎الخميس 24 11 2022 09:10 القاضي م جمال الحلو
أمثال تداولتها الناس بطريقة خاطئة (1)

جنوبيات

سنتناول على "ثلاث مراحل" ثلاثة أمثال تناقلتها الناس بطريقة خاطئة بغية العمل على تصويبها وتبيان معناها الحقيقيّ. 

المثل الأول: (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك).
إنّ الخطأ في هذا المثل يكمن في كلمة (كالسّيف) والصّواب (كالسّيل)، فيكون المثل: (الوقت كالسّيل إذا لم تقطعه قطعك). 
وهذا المثل يُضرب في سرعة إنجاز الأعمال قبل فوات الأوان. والعرب لا تقول كلامًا بلا معنى، فإذا قلنا إنّ المثل هو: الوقت كالسيف، فأين المعنى في ذلك؟ وما علاقة السيف بالوقت؟

ثم إنّ السّيف يَقطع ولا يُقطع، أي أنّه يَقطع الأشياء، ولكن لا يمكن قطعه بل يمكن كسره لأنّه مصنوع من الحديد. فاستخدام كلمة (تقطعه) للسيف هي خطأ لغويّ فادح وجسيم، ولا يمكن للعرب أن يقعوا فيه و هم أهل الفصاحة والبلاغة.
ثمّ ما العبرة، وما الفائدة من قطعنا للسّيف، وما علاقة ذلك بسرعة إنجاز الأعمال قبل فوات الوقت؟

إذًا الصّواب هو: (الوقت كالسيل إذا لم تقطعه قطعك)، ومعنى المثل أنّنا إذا لم نسرع في إنجاز الأعمال، واستغلال الوقت، فإنّ الوقت سيداهمنا مثل السّيل الذي سيأتي وسيقطعنا من السفر إذا لم نسرع في اجتياز الوادي".
يبقى سؤال مهمّ، وهو: لماذا تناقل الناس هذا المثل بهذه الطريقة الخاطئة؟

الجواب هو أنّ الناس عندما وجدوا كلمة (تقطعه) وكلمة (قطعك) ربطوها مباشرة بالمعنى المشهور للقطع، و هو شطر الشيء إلى جزئين، أو قطعتين، وهذا يكون - غالبًا - بالسيف، ولم يخطر في بالهم المعنى الآخر للقطع، و هو (المنع من السفر، و الحيلولة دونه) والذي يكون بالسيل.

 

المصدر : جنوبيات