بأقلامهم >بأقلامهم
القافلة تودع أحد فرسانها الصادقين الى مثواه الأخير الى الراحل خالد لطفي
جنوبيات
ها هي قافلة الرفاق تودع فارساً من فرسانها الصادقين، فبعد أن ترجّل خالد عن صهوة الأوجاع والآلام، حمل جراحه النازفة وجسده المتألم ويمم وجهه الى الآفاق الأرحب والأوسع، لنشهد له سوياً أن قدر الأنهار العظيمة أن تمضي الى مصباتها النهائية بعد أن تروي ضفاف العمر بالكثير الكثير من العطاء .
خالد .. وأنت في رحيلك الأخير ستبقى ذلك الرمز المتألق بالكلمة المضيئة والموقف الجريء حين يعز ذلك الموقف ، لتبدي الرأي السديد في الميادين السياسية ، الوطنية ، الإجتماعية والحقوقية . صيدا ستفتقدك رجلاً كريم النفس، شهم المزايا ، غيور بأريحية وانفتاح على مصلحة المدينة وشعبها .
خالد .. ونحن نتكوكب فوق ثرى ضريحك تنسال دموع الفراق والحزن صامتة حبيسة فوق حدود الدمع ، وكل منا يودع في رحيلك بعضاً من ذاته وتاريخه ومسيرته معك ، لأكون أحد هؤلاء الذين واكبوك عقوداً من العمر المشترك .
خالد .. ونحن نرسل نظرات الوداع الأخيرة قبل أن يواريك الثرى ، سنظل نستذكر بكل الخشوع والتقدير والاعتزاز قامتك الشامخة وحضورك الآسر وجلساتك المميزة.
هنا الآن .. ستذكرك صيدا بكل أطيافها وتاريخها وعبر مؤسساتها الوطنية ، الإنسانية والإجتماعية بأنك من رجالاتها الكبار ..
هنا الآن .. ستذكرك فلسطين وهي فوق دروب جلجلتها العظيمة بأنك ذلك المناضل القومي الصلب الحداثي والصادق .
في هذا المقام .. ونحن نقف بصمت خاشعين وقابضين على جمر الفراق ، نخط سوياً على آخر صفحة من كتاب عمرك أصدق الشهادات على تاريخك المضيء لتبقى معنا صباحاً أبدياً ، نستذكرك كلما تاق شوقنا اليك.
اما اليك أيتها الصابرة والوفية.. يا رفيقة درب الراحل الأخت لميا ، وللكريمتين العزيزتين ريم وميرا ، فإننا نبثكم أصدق التعازي والمواساة والمحبة والرحمة موصولة للمرحومة نبيهة وللسيدتين الغاليتين مها وعرب ، فإننا نشارككم المصاب الأليم طالبين للجميع الصبر والسلوان.
وفي الختام للصديق زياد فيض من اصدق العاطفة وأحر التعازي.