بأقلامهم >بأقلامهم
جنبلاط يقصد جعجع حصراً… حان وقت الإستدارة!
محمد المدني
يُصرّح رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط: "هناك من قال إن لا فائدة من الحوار مع "حزب الله"، وهذا أمر عبثي". هذا الكلام الذي يعود لزعيم أحد أكبر الأحزاب السياسية غير المحسوبة على خطّ "حزب الله"، لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام، خصوصاً أنه أتى بعد تسريبات تحدثت عن لقاء جمع مسؤولين من الحزب والكتائب، بناءً على دعوة الأخير.
من دون التعليق على لقاء "حزب الله" - الكتائب الذي خيّم عليه الكثير من علامات الإستفهام التي لم يتمّ توضيحها حتى اللحظة خصوصاً من رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل، يبدو واضحاً أن جنبلاط يقصد في تصريحه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع حصراً.
يشير مطلعون، إلى أن تصريح "بيك المختارة" هو رسالة تمهيدية للإستدارة عن معراب نحو عين التينة وحليفه التاريخي الرئيس نبيه برّي، الذي لا يُخفي رغبته منح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بطاقة الوصول إلى قصر بعبدا كرئيس للجمهورية.
لكن مصدراً مطلعاً في الحزب الإشتراكي، أكد بكل صراحة أن جنبلاط قصد بكلامه كلّ من يرفض الحوار دون ذكر أسماء، مشيراً إلى أن عدة جهات رفضت الحوار مع الحزب في ما يخصّ الإستحقاق الرئاسي، جعجع وباسيل أبرزهم، حتى أن هناك نواباً وقادة رأي، يمانعون الحوار أو التوافق مع الحزب حول مرشّح رئاسي معين.
وأكد المصدر، أن موقف جنبلاط، على حدّته، لا يدلّ على تغيير حالي في خياراته على الإطلاق، وقال "نحن ككتلة اللقاء الديمقراطي مستمرون بدعم ترشيح رئيس حركة الإستقلال النائب ميشال معوض، ونتفق مع معوض وحلفائنا الآخرين حول الخطوة اللاحقة، والدليل أننا في الجلسة الثامنة التي عُقدت أمس الخميس اقترعنا لصالح معوض".
المصدر نفسه، اعترف "إننا وصلنا إلى أفقٍ مسدود في ملف رئاسة الجمهورية، وليس هناك أي فريق من الفريقين يستطيع أن يأتي برئيس للجمهورية وحده. اذاً المطلوب هو التوافق على رؤية وبرنامج ومشروع، وعلى شخص يتبنّى هذا المشروع".
وأضاف "نحن أمام خيار من ثلاثة، إمّا الحائط المسدود كما الحال اليوم، وإمّا أن نتفاوض ونتوافق للوصول إلى حلّ ينهي الشغور، أو أن ننتظر موعد التسوية الخارجية التي تفرض علينا مرشّح مُحدد. والطريق الأقصر للوصول إلى آخر النفق المظلم هو التحاور والتوافق، وهذا هو منطق وليد جنبلاط".
وكي لا تغيب وجهة نظر حزب "القوات اللبنانية"، تقول مصادره رداً على تصريح جنبلاط: "لكلّ فريق سياسي وجهة نظره، وهذا حقه، ولا نناقش في هذا الحق الذي يندرج ضمن رؤية كل فريق سياسي. وموقفنا من الحوار واضح لجهة رفضنا الفولكلور السياسي، لأن للحوار شروطه ولا يجوز التعامل معه وكأنه من البديهيات، وأحد شروطه الأساسية أن تكون المسألة الرئيسية المسبِّبة للأزمة، قابلة للحل والعلاج، فيما حزب الله يرفض تسليم سلاحه، وطالما أنه متمسّك بهذا السلاح الذي يشكّل السبب الرئيسي للأزمة منذ العام 2005 فلا حاجة للحوار، ولسنا بوارد تضييع الوقت، وعندما يعلن الحزب استعداده لتسليم سلاحه، لكلّ حادثٍ حديث".