بأقلامهم >بأقلامهم
"حرارة الإيمان للتدفئة"!
جنوبيات
في زمن القهر والخذلان والنفاق والحرمان، وما يعصف ببلدنا لبنان، بحيث يعيش معظم السكّان تحت سقف الفقر بالألوان، ألوان الذلّ والاستكانة، والإيذاء والمهانة، طالعتنا البيانات من كلّ المصادر والمستويات لتخبرنا بما يجب فعله على كلّ الصعد لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرًا.
فاليوم (ومن منطلق العالم الافتراضيّ) وفي بيان له استراتيجيّة دالّة على الأحوال العامّة، جرى توضيح الأمور على النحو الآتي:
- مؤسّسة كهرباء لبنان تهيب بالإخوة المواطنين عدم استخدام الكهرباء للتدفئة، وتدعوهم لاستبدالها بمادّة المازوت (منعًا لاستجرار الطاقة).
- وزارة الطاقة والمياه تدعو المواطنين إلى عدم استخدام المازوت للتدفئة، وتدعوهم لاستبدال المازوت بالحطب (لعدم توفّر المازوت).
- وزارة الزراعة تدعو المواطنين إلى عدم قطع الأشجار واستعمال الحطب للتدفئة، وتدعوهم لاستبدال الحطب والخشب بالبلاستيك "والشحّاطات ودواليب السيّارات" (للحفاظ على الأشجار والمساحات الخضراء).
- وزارة البيئة تحذّر المواطنين من إشعال البلاستيك والدواليب واستعمالها للتدفئة، وذلك بغية الحفاظ على البيئة وطبقة الأوزون.
- بعض رجال الدين "المؤمنين" يدعون الإخوة المواطنين إلى استخدام حرارة الإيمان للتدفئة، والتقرّب إلى الله زلفة.
ما أجملها من مقرّرات تدعو إلى المحبّة والألفة في سبيل بثّ الحبور والسرور في قلوب الناس، لعلّهم يشكرون المسؤولين على النّعم التي يغدقونها على المواطنين بأن أتاحوا لهم الفرصة للعودة إلى الذات وترك الملذّات.
فهل هذا مفهوم؟
"اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، ونعوذ بك منك لا نحصي ثناء عليك كما اثنيت على نفسك".
آمين يا ربّ العالمين.