بأقلامهم >بأقلامهم
غازي العريضي: أطفال فلسطين!
جنوبيات
بالتزامن مع وصول فرجينيا غامبا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بمتابعة استهداف الأطفال في النزاعات المسلحة الى فلسطين ، قتلت قوات جيش الارهاب الاسرائيلي الطفلة جنى زكارنة في الحي الشرقي لمدينة جنين . الفلسطينيون كانوا يطالبون قبل وصولها بضم اسرائيل الى " قائمة العار " التي تمثل الدول التي تنتهك حقوق الأطفال ، فإذا بهم أمام جريمة جديدة موصوفة تذهب ضحيتها الشهيدة زكارنة . طالبوا المندوبة الدولية بالوقوف على الحقيقة والوقائع وإدانة اسرائيل واتخاذ قرار الضم المذكور . وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قال : " قوات الاحتلال أعدمت ما يزيد على 52 طفلا منذ بداية العام . منهم من أعدم برصاص جيش الاحتلال ، ومنهم جراء اعتداءات نفذها المستوطنون أو نتيحة للإهمال الطبي " . يعني ، تعدّدت الوسائل الإرهابية والنتيجة واحدة . قتل الأطفال الفلسطينيين والاعتداء عليهم أينما كانوا . ولذلك أشار المالكي أيضاً الى " ما يجري في المؤسسات التعليمية التي يستهدف فيها الأطفال الطلبة ، والى الكليات والجامعات وطواقمها التعليمية التي تمارس عليها كل أشكال الضغوطات بما يتناقض مع قرار مجلس الأمن 1612 الخاص بالانتهاكات الجسيمة التي تطال الأطفال في النزاعات المسلحة ".
السيدة غامبا قالت أنها " على دراية بالجرائم اليومية بحق الأطفال الفلسطينيين وجوهر عملها ينصبّ لضمان حماية الأطفال في مناطق النزاع التي لها صلاحية زيارتها وإجراء لقاءات مع الأطراف فيها .."
جيش الارهاب الاسرائيلي أعلن : " أن جندياً على الأرجح قتل بطريق الخطأ فتاة فلسطينية خلال تبادل لاطلاق النار في جنين " . تبرير سخيف تافه . لكن ، السؤال الأهم : ماذا سيفعلون رسمياً ؟؟ الإدارة الأميركية أعلنت عن " أسفها " . واعتبرت الحادث مفجعاً ، وقال بيان خارجيتها : " ندرك أن الجيش الاسرائيلي يجري تحقيقاً فيما حدث ونأمل ان نرى محاسبة في هذه القضية " . بصراحة ، كلام لا قيمة له . ولا يرفع المسؤولية عن هذه الإدارة والسياسة الأميركية عموماً التي تقف عند حدود الاستنكار الكلامي وتطالب بالتحقيق لكنها تتسمّر بالكامل عند القرارات الاسرائيلية التي ترفض التحقيق مع عناصر القوات الارهابية وتتوالى الجرائم والانتهاكات والارتكابات بحق الفلسطينيين . أليس هذا ما حصل مع استشهاد الصحفية شيرين ابو عاقلة حاملة الجنسية الأميركية ، ماذا جرى ؟؟ لا شيئ فعلياً .
رئيس الحكومة المنتهية ولايته يائير لابيد قال : " لا نقبل أن يحقق أحد مع جنودنا " . كان يتكلم عن كل الجرائم . اليوم رمز الارهاب الصاعد الجديد والذي ستكون له مسؤوليات خطيرة داخل حكومة نتانياهو المرتقبة ايتمار بن غفير قال بوضوح : " إعلان الحكومة الأميركية مؤسف !! لا شك في أن أي جيش في العالم كان سينهي ليلة من القتال في جنين بمقتل العشرات من الأعداء !! وليس بعمليات ملاقط يتم قياسها طوال الوقت ". ودعا " سكان جنين والمدنيين الى عدم مغادرة المنازل عندما يتم إطلاق النار " . هكذا بكل إزدراء بالأميركيين ، وحقد على الفلسطينيين يدعو الى التزام الصمت وإخلاء الساحات لتتمكن العصابات الاسرائيلية الارهابية من قتل وسحل الناس ، ومن جرف ما تشاء أمامها مطمئنة أن لا حسيب ولا رقيب !! بهذا المعنى يتأكد مجدداً أن ليس ثمة في اسرائيل صراع بين يمين ويسار او بين متطرف وعقلاني . الصراع بين إرهابي وآخر أكثر حقداً والكل متصرِّف بدم الفلسطينيين . وعلى أبواب تعيين بن غفير وزيراً للأمن الداخلي وتوسيع صلاحيته وضم " حرس الحدود " اليه ، أعرب الحرس عن استيائه من تقرير الجيش معتبراً أنه " سابق لأوانه وكأن الأجدر بالجيش التريث وانتظار المزيد من الأدلة الملموسة " !!
ماذا ستفعل الأمم المتحدة ؟؟ ماذا سيقول السيد غوتيريس أمينها العام المسؤول والمؤتمن على دور موفدته غامبا ؟؟ أقصى ما يمكن توقعه : كلام استنكار .
ماذا ستفعل أميركا ؟؟ لا شيئ . لأنها تكرّر القول دائماً : مع حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ، وأولويتها اسرائيل على حساب الدم الفلسطيني منذ قيام دولة الإرهاب .
ماذا سيفعل العرب ؟؟ مبادرات . ثم تخلٍ عنها كما حصل ويحصل مع المبادرة العربية وهرولة نحو اسرائيل واتفاقات ابراهيمية تحت عنوان " حوار الأديان " " والسلام " ونبذ الكراهية . اتفاقات مع من ؟؟ مع دولة الحقد والكراهية وصاحبة مشروع الحرب الدينية المفتوحة .
ماذا سيفعل الفلسطينيون ؟؟ ما يفعلونه ولا خيار غيره أمامهم . المقاومة . وإذا كان ثمة مؤمنون بقيم ومبادئ حقوق الانسان والحرية وحق تقرير المصير والعدالة والديموقراطية فإن الفلسطينيين هم أبرز رموز الدفاع عنها . هل يستغرب الغرب حضور العلم الفلسطيني والنشيد الفلسطيني وصيحات التأييد للشعب الفلسطيني في ملاعب كرة القدم في دول غربية وخصوصاً في مونديال قطر اليوم ؟؟
مهما طال الزمن فلسطين حق لن يموت وأطفال فلسطين وكل أجيالها مؤتمنون عليه .