عربيات ودوليات >اخبار عربية
افتتاح "منتدى الاقتصاد العربي" في حضور أكثر من 400 مشارك
افتتاح "منتدى الاقتصاد العربي" في حضور أكثر من 400 مشارك ‎الجمعة 23 12 2022 08:35
افتتاح "منتدى الاقتصاد العربي" في حضور أكثر من 400 مشارك

جنوبيات

طالب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المسؤولين كافة بأن يترفّعوا عن مصالحهم الضيّقة وبأن يبدّوا المصلحة العامة ويعزّزوا القواسم المشتركة. 

وأشار إلى أن «لبنان على مفترق طرق، خلاصته إما النهوض المنتظر أو التدهور القاتم»، مضيفاً: «في حال تحقّق السيناريو السياسي-الاقتصادي الإيجابي، تبدأ الضغوط الاقتصادية والاجتماعية بالانحسار ويبدأ البلد بالنهوض من كبوته القاتمة. ويتمحور هذا الأمر بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وتشكيل حكومة جديدة تتعهد باعتماد نهج اصلاحي حقيقي بدعم سياسي فاعل وشامل يطال خصوصا القطاع العام وايجاد بيئة استثمارية آمنة في ظل قضاء عادل ومستقل، واستكمال الخطوات المطلوبة للانتقال الى مرحلة الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي، مما  يؤسس للحصول على مساعدات خارجية واستثمارات باتجاه لبنان والتي تشترط انخراط الصندوق كمراقب دولي للإصلاحات في الداخل. وفي حال تحقق السيناريو الإيجابي المنشود، من المتوقع أن يسجل الاقتصاد الفعلي نموا إيجابيا يتراوح بين 4% الى 5% في العام 2023 تحركه المشاريع والاستثمار الخاص، ويساعد على استقرار سعر صرف الليرة». 

كلام ميقاتي جاء خلال افتتاح «منتدى الاقتصاد العربي» بدورته الـ 28 أعماله في فندق «فينيسيا انتركونتيننتال» في بيروت تحت عنوان: «لبنان: الطريق إلى النفط»، مشيراً الى انه «أما السيناريو المعاكس، لا سمح الله، فسوف يؤدّي الى مزيد من الركود الاقتصادي والتعثر في كافة القطاعات الذي سيؤدي إلى ضغوط كبيرة على سعر الصرف مما ينعكس خصوصا على الأوضاع الاجتماعية وعلى الأُسَر اللبنانية بشكل عام».

واكتسب المنتدى أهمية خاصة سواء من حيث توقيت انعقاده أو مضمونه، خصوصاً أنه شكل بارقة أمل لخروج لبنان من أزمته، إذ شكل حضور أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط تأكيداً على الاحتضان العربي للبنان، في حين أكد الحضور الحاشد للقطاعين الخاص اللبناني والعربي الايمان بالفرص المستقبلية في لبنان. كذلك، شكل حضور مجالس الأعمال اللبنانية في الاغتراب، أهمية دور الاغتراب في تحريك العجلة الاقتصادية. وأجمع المتحدثون على أهمية استمرار انعقاد المؤتمرات الاقتصادية كمنصة للتفاعل اللبناني والعربي. هذا، وتنظم المنتدى مجموعة الاقتصاد والأعمال بالاشتراك مع الهيئات الاقتصادية اللبنانية واتحاد الغرف العربية والمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان «ايدال» بالتعاون مع جامعة الدول العربية.

بدوره، تناول الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الصعوبات الاقتصادية في لبنان وتبعاتها الاجتماعية والإنسانية والأمنية المثيرة للقلق، مشيراً إلى أن ثمة تدهوراً خطيراً في الناتج المحلي الإجمالي، وفي قيمة العملة، ومعدل البطالة نحو 30 في المئة.

وشدد على أن الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من الأزمة باتت ضرورة مُلحة ولا تقبل التأجيل، خصوصاً في ضوء تفاقم أزمتي الغذاء والطاقة، وما يشهده الاقتصاد العالمي من ظروف زادت من صعوبة الأوضاع ما يشكل باعثاً للإسراع بالإصلاح.

وأوضح أن الخطوة الأولى على «الطريق إلى النفط» هي الإصلاح، داعياً إلى الجدية في إصلاح النظام المالي والمصرفي وهيكلة الدين العام بما يمكن من استعادة الثقة في النظام المصرفي، والحفاظ على حقوق، ووقف الانهيار في قيمة العملة المحلية.

كما دعا إلى ضرورة استكمال بنود الاتفاق الأولي الذي تم التوصل إليه مع صندوق النقد الدولي عبر إقرار القوانين اللازمة تمهيداً للتوصل إلى اتفاق نهائي يسهم في تحقيق التعافي الاقتصادي، ويفتح الطريق أمام تدفق أكبر للمساعدات الدولي، مشدداً على أهمية تكريس الثقة التي تشكل جوهر الإصلاحات المطلوبة.

ودعا أبو الغيط إلى ضرورة الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي، منبهاً القيادات السياسية للإلتفات إلى خطورة اللحظة التي يمر بها البلد وتجاوز الانقسامات واحتوائها وسط ظرف دولي مضطرب، داعياً إلى إبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين جميع القوى والتيارات السياسية، مؤكداً أن الجامعة العربية على أتم استعداد للقيام بما يُطلب منها في هذا الصدد.

من جهته، انطلق رئيس اتحاد الغرف العربية ورئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين سمير ناس من التأكيد على أن القطاع الخاص العربي والخليجي، يقف إلى جانب نظيره اللبناني، حتى يستعيد الاقتصاد اللبناني عافيته، مشيراً إلى إن الحضور العربي في المنتدى، يهدف إلى دعم مسار التعافي والإصلاح الاقتصادي، والمساهمة في دفع مسيرة الاستقرار والنمو في لبنان، متعهداً العمل على تشجيع وتحفيز عودة الاستثمارات، خصوصاً وأن لبنان يزخر بالإمكانات والموارد البشرية والطبيعية والمشاريع المنتجة، بالإضافة إلى الموقع الاستراتيجي الذي يؤهله لأن يكون مركزاً لوجستياً لحركة التجارة عربياً، وإقليمياً، ودولياً.

ووجه ناس بضرورة العمل لإخراج لبنان من النفق، والعمل على تجديد الثقة باقتصاده والعمل على عودته إلى خارطة الدول المزدهرة، مؤكداً دعم القطاع الخاص العربي للبنان وتقديم كل ما من شأنه تحقيق ذلك.

ثم كانت كلمة لرئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير جاء فيها: «يطيب لي بداية الترحيب بالأشقاء العرب في بلدهم الثاني لبنان وعاصمته بيروت التي تفتح ذراعيها معبرةً عن إشتياقها لكم ولحضورِكم وللأيام الجميلة التي لا بد أن تعود قريباً.

فعلاً إنه يوم مشرق على الرغم من العواصف، فبيروت بكم تفرح ومعكم تزهو وتزداد تألقاً وجمالاً. أهلاً وسهلاً بكم جميعاً.

يقولون إن الروابط والعواطف لم يعد لها مكانٌ في عالم اليوم خصوصاً في مجال العلاقات الدولية، لكننا وبعكس ذلك لا نزال نؤمن بأن لكل دولة عربية مكانتها الخاصة لدى شقيقتها الأخرى، إنطلاقاً مما يجمع بينها من تاريخ وأخوة وأصالة وحضارة.

فرجاءً لا تبتعدوا عن لبنان ولا تتركوه وحيداً، فهو بأَمَسّ الحاجة للحضن العربي المحب، كي ينهض ويستعيد عافيته ودوره الريادي بين أشقائه والعالم.

من جهته، استهل الرئيس التنفيذي لمجموعة «الاقتصاد والأعمال» رؤوف أبوزكي كلمته بلمحة عن المنتدى بعد توقف قسري فرضته جائحة كورونا وظروف لبنان المعقدة، مشيراً إلى أن المنتدى استقطب على مدى السنوات الماضية معظم رؤساء الحكومات من دول المنطقة، وهيئات التمويل العربية والدولية ورؤساء المصارف والمستثمرين العرب والدوليين. وأضاف:« ها نحن نعود مع «فينيسيا»، وكأن هناك ما يشبه التلازم بين المنتدى والفندق، معتبراً أنهما يشكلان رمزية للاستثمار والنهوض في لبنان».

ولفت أبوزكي إلى أنه لم يكن لهذا المنتدى أن يعود وينعقد لو لم تبرز بوادر إيجابية في لبنان، انطلاقاً من ترسيم الحدود البحرية وإمكانية استخراج النفط والغاز. وقال:«نعود اليوم مع تباشير الطاقة وتشجيع من دولة الرئيس نجيب ميقاتي، والذي عايش ولادة هذا المنتدى، بل وعايش تجربة مجلة ومجموعة «الاقتصاد والأعمال»، ونحن هناك معاً يا دولة الرئيس نحارب السلبيات بالإيجابيات. ونحارب الإحباط بالتفاؤل. ونحارب الفئويات بجمع الناس كل الناس، وبجمع اللبنانيين مع اللبنانيين وبجمع العرب مع من تبقى من أصدقاء للبنان من العرب وغير العرب.

وخلص أبوزكي إلى القول:«بالطبع، لا نستطيع أن نتفاءل وحدنا، بل نحن جزء من هذا القطاع الخاص اللبناني المتضرر والمقاوم والذي بمثابة طائر الفينيق».

وكان الرئيس ميقاتي موضع تكريم من قبل مجموعة الاقتصاد والاعمال وغرفة تجارة وصناعة سلطنة عمان وغرفة بغداد. كما شهد المنتدى تكريم أحمد الوكيل رئيس الغرف التجارية المصرية بالإسكندرية الذي يُعدُّ أحد رواد العمل العربي المشترك، وسمير ناس رئيس اتحاد الغرف العربية ورئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين.

المصدر : اللواء