مقالات هيثم زعيتر >مقالات هيثم زعيتر
مهرجان انطلاقة «فتح» والثورة في صيدا... رسائل متعددة
السفير دبور: ندعو الكل الفلسطيني للاستجابة إلى دعوة «أبو مازن» لحوار وطني شامل
جنوبيات
تميّز المهرجان المركزي الذي أقامته حركة «فتح» و«مُنظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان بمُناسبة الذكرى الـ58 لانطلاقة الحركة والثورة الفلسطينية، في «مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرياضية» في صيدا، عن غيره من المُناسبات التي أُقيمت مُنذُ سنوات عدّة.
تُكمن أهمية ذلك في أنه:
- الأضخم لفصيل فلسطيني على الساحة اللبنانية، ويقام خارج المُخيمات، استغرقت فقراته 3 ساعات مُتواصلة.
- أنه يستعيد احتفالات ذكرى الانطلاقة التي كانت تقيمها الثورة قبل الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982 في الملعب البلدي، والطريق الجديدة في بيروت، بحضور الرئيس ياسر عرفات وقادة الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية.
- الحضور اللبناني المُميّز الذي تقدمه: رئيسة «مُؤسسة الحريري للتنمية المُستدامة» بهية الحريري، أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور أسامة سعد، الدكتور عبد الرحمن البزري، مُدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم مُمثلاً بالعميد محمد السبع، مُمثلون عن «الحزب التقدمي الاشتراكي»، حركة «أمل»، «حزب الله» وأحزاب لبنانية.
- الحشد الغفير الذي شارك من مُختلف المُخيمات الفلسطينية، يتقدمهم مُمثلو فصائل «مُنظمة التحرير الفلسطينية»، «تحالف القوى الفلسطينية» و«القوى الإسلامية»، في تأكيد على وحدة الموقف الفلسطيني على الساحة اللبنانية.
- حشد من رجال الدين، ورؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات.
- اللجان الشعبية والاتحادات والنقابات.
وكان في استقبال المُشاركين: سفير دولة فلسطين لدى الجُمهورية اللبنانية أشرف دبور وأمين سر حركة «فتح» وفصائل «مُنظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان فتحي أبو العردات وقيادة الحركة والمناطق والشعب.
حمل المهرجان رسائل مُتعددة:
- من خلال العرض بأسلوب حضاري لاقى استحسان المُشاركين والمُتابعين، بمُشاركة مُختلف الأعمار، تأكيداً على أن «فتح» هي حركة التاريخ المُتجدد، وكلما اًستهدفت وكبرت المُؤامرات ضُدها واشتدت الظُروف، أصبح عودَها أقوى وأكثر صلابة، فتطابق ذلك مع الشعار الذي اختير للمُناسبة «عهدنا ثورةٌ حتى النصر».
- أكدت الوحدة داخل الحركية على الساحة اللبنانية بمُشاركة القيادات كافة، إلتزاماً بقرارات القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس.
- إن العرض للفرق المُشاركة، كان رسالة واضحة عن الحشد والنوعية، وشاملاً مُختلف القطاعات من: الأشبال والزهرات، مُروراً بالفتية والشباب، إلى القُدامى وذوي الهِمم، فضلاً عن الأُدباء والكُتّاب والشعراء والفنانين التعبيريين والتشكيليين، والحُقوقيين، والعُمال، والطُلاب، والمرأة والأطُباء، وفِرق الإسعاف، و«جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني» و«مُستشفى الهمشري»، والفرق الرياضية، وليس انتهاءً بوحدات من «قُوات الأمن الوطني».
- رفع الأعلام اللبنانية والفلسطينية ورايات «العاصفة»، وصور الشهداء والأسرى.
وقد تولت وحدات من الجيش اللبناني والقوى الأمنية، ضبط الأمن خارج مكان الاحتفال، وفي داخله تولى أمن سفارة دولة فلسطين الانضباط.
تحدث في الاحتفال أمين سر حركة «فتح» وفصائل «مُنظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان فتحي أبو العردات، مُؤكداً على «أن «منظمة التحرير الفلسطينية» هي حاميةُ المشروع الوطني وليست فقط هي الكيان، بل هي الشرعية والمرجعية للشعب الفلسطيني»، مُشيراً إلى أن «أي كلام عن الوحدة أو التوحد خارج إطار المُنظمة هو مضيعةٌ للوقت».
كذلك باسم «مُنظمة التحرير الفلسطينية» نائب الأمين العام لـ«الجبهة الديمُقراطية لتحرير فلسطين» فهد سليمان، فأشار إلى «أننا نقول: القيادة لا تؤولُ إلا لمن استحقها، والقيادة لا تأتي إلا لمن كان جديراً بها. وحركة «فتح» قد استحقت هذا الدور القيادي بفعل ما قدمته»، مُؤكداً «أن شعبنا الفلسطيني شعب واحد مُوحد، ويجب مُعالجة الاختلافات السياسية للتفرغ لمُواجهة التحديات المحيطة بقضيتنا وعلى رأسها التهويد والمساعي الرامية إلى إنهاء وتصفية القضية الوطنية الفلسطينية وإلغاء الهوية الوطنية المُستقلة عن شعب فلسطين».
من جهته، دعا سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور في كلمة له بالمُناسبة، «باسم الشعب الفلسطيني اللاجئ في لبنان، الكل الفلسطيني الاستجابة لدعوة الرئيس محمود عباس «أبو مازن» لحوار وطني فلسطيني شامل، لنتصدى مُجتمعين للمخاطر التي تُواجه قضيتنا، ولنسير معاً مُوحدين لتحقيق أهدافنا بإنجاز مشروعنا الوطني الفلسطيني، بالحرية والاستقلال والعودة».
ووجه «تحية اعتزاز وإكبار إلى أبناء شَعبِنا الفلسطيني في لبنان، لما يشهده مُجتمعنا من حالة استنهاض للروح النضالية الثورية الثابتة على ثوابتنا المُتمسكة بحقوقنا الوطنية، وبالوعي الوطني، والعزيمة القوية، والحفاظ على إرث الشهداء وعهد الثورة حتى النصر».