بأقلامهم >بأقلامهم
كريم الأسطورة
جنوبيات
استقبلت فلسطين الأسير المحرر كريم يونس - الذي قضى أطول فترة إعتقال متواصل في العالم- استقبالاً يليق به كقائد وبطل وأسير محرّر، فهو ليس مجرد أسير، بل كان عميداً للأسرى ووالدهم وأخوهم ومعلمهم وقائدهم الذي خرج من الأسر يحمل همومهم وقضاياهم وآمالهم وأحلامهم وطموحاتهم وسلامهم وتحياتهم إلى شعبهم.
كريم الطالب الجامعي المثقف الجريء الشجاع، الذي استفز صموده سلطات الاحتلال، ما دفعهم إلى الانتقام منه - حتى بعد أن أنهى محكوميته – حيث تم إطلاق سراحه من المعتقل فجر اليوم دون إخبار أهله عن الموعد، لكي لا يكون في استقباله أحد، وكنوع من ممارسة السادية الصهيونية عليه.
خرج كريم من الأسر بعد أربعة عقود يحمل خبرات ومعرفة متميزة، كما أنّ الزنازين والبطش والظلم الذي تعرض له زاد من صلابته ليصبح كالصخر العنيد الذي لا يتفتت ولا يتشقق.
خرج كريم واثقاً صامداً شامخاً منتصراً محباً للوطن ولشعبه، خرج بكبرياء وعز وكرامة وفخر، والأهم من ذلك، أنه خرج شاباً يافعاً في قلبه ووجدانه، غير متقاعد عن السياسة ولا عن الحياة، بل مليئاً بالحماس والإرادة والعزيمة لإكمال المسيرة التي بدأها منذ صغره في خدمة الوطن والقضية، فهو الآن حر طليق، وهو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح منذ عام 2017، حيث يترتب على ذلك مهام ومسؤوليات وواجبات يقوم بها، وسيكون إضافة نوعية للحركة ومركزيتها من خلال رؤيته الثاقبة وحكمته ووطنيته الطاغية.
لا بدّ وأنّ شخصية وعقلية وقدرات كريم الشخصية، تحمل في طيّاتها خطة عمل وطنية لخدمة قضية الأسرى، فهذا النوع من الرجال الذي يتسم بالصدق والوفاء لن يتوانى عن خدمة الأسرى وقضيتهم من أي موقع كان فيه.
فلسطين اليوم من نهرها إلى بحرها تعيش فرحاً بحرية هذا الرمز النضالي الذي كان ولا زال وسيبقى القدوة لجميع الأسرى والمناضلين والكوادر، بل وجميع الفلسطينيين في الشتات، وكذلك أحرار العالم ومناضليه.
كريم أسطورة من أساطير الشعب الفلسطيني الذي وصل صيته إلى أبقاع الأرض بصموده وإرادته الحديدية التي لم تنكسر ولم تنهزم ولم تضعف، وهو نموذج يحتذى به، وقامة من قامات الشعب الفلسطيني التي سطرت في تاريخه.
كريم هو الأسير الرمزللشعب الفلسطيني، كما كان ولا زال الشهيد أبو عمارهو القائد الرمز.
مبروك كريم، وإلى لقاء قريب.