بأقلامهم >بأقلامهم
"الإنتباه..ولا الحسرة"!!
جنوبيات
كان والدي رحمه الله يردد على مسمعي دائما هذه العبارة:
"انتبه لمعاني الكلمات كي لا تتحسّر على الذي فات". وكم استفدت من كلامه في حياتي العمليّة وخاصّة عملي في القضاء العدلي.
لبعض الكلمات معانٍ جميلة، وللبعض الآخر دلائل عميقة. وإذا أدركنا تلك المعاني نبقى إلى حدّ ما في المنطقة الآمنة من مسيرة الحياة طالت أم قصرت.
ومن هذه الكلمات الدلاليّة:
الأمل: ترقّب لفترة من الزمن، وهو السلعة الأكثر استهلاكًا لدى الموظّف والمريض، فكلاهما يتأمّل ويعيش فترة الانتظار.
المال: زينة الحياة وهو كماء البحر كلّما شربت منه ازددت عطشًا.
الحياة: دمعتان؛ دمعة لقاء ودمعة وداع. والأعمق هو دمعة لقاء بعد فراق. والحياة مراوحة الدوام والاستمرار.
الصداقة: مشتقّة من الصدق في القول والعمل والتفاعل مع الآخرين.
الكتاب: وخير جليس في الأنام كتاب. فهو الأنيس الوحيد في الوحدة.
الحبّ: جواز مرور لا يحتاج إلى تأشيرة.
الحنان: كان في السابق من أنبل المشاعر. ولكن في زماننا هذا لا يعدو عن كونه "اسم علم".
الجشع: نعت مزعج ومرادف للبخل والطمع.
السعادة: جوهرها في راحة البال. وهي ليست صعبة المنال إذا هُيّئت لها الأسباب.
الجار: في الماضي كان حافظًا للجوار. وفي زمننا الحالي هو فاضح للأسرار.
الحزن: هو الجرح الذي لا يندمل بسرعة، واذا اندمل يترك ندبة ظاهرة.
التفاؤل: هو أن تعيش الحياة على بساطتها.
الألم: الوجع المستمرّ وشبه الدائم.
القلب: هو كالحصن المنيع الذي تتقهقر أمامه جحافل الجيوش. لكنّه يسقط عند أوّل همسة حبّ صادقة.
الدموع: الراية البيضاء التي تُرفع لحظة الإقرار بالخطأ.
الذكرى: كالعبّارة التي تنقلنا من الحاضر المعاش إلى الماضي في مخزون الذاكرة.
إنّها بعض الكلمات الدلاليّة التي ينبغي أن نتلقّف معانيها الآن قبل فوات الأوان.