لبنانيات >أخبار لبنانية
بيع عقارات الرهبانية الأنطونيّة في الحدث.. وما علاقة "الحزب"؟ الحقيقة الكاملة
بيع عقارات الرهبانية الأنطونيّة في الحدث.. وما علاقة "الحزب"؟ الحقيقة الكاملة ‎الثلاثاء 10 01 2023 09:07
بيع عقارات الرهبانية الأنطونيّة في الحدث.. وما علاقة "الحزب"؟ الحقيقة الكاملة

جنوبيات

ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي في الايام الماضية بحديث عن بيع الرهبانية الأنطونية المارونية عقارات للطائفة الشيعية في بلدة الحدت في قضاء بعبدا. وتزامنت المسألة مع “نقزة” حاصلة من خطوات يقوم بها مقربون من حزب الله في أكثر من منطقة، لشراء أراض أو وضع اليد عليها.
فماذا جرى في الحدت؟ وهل حصلت عملية البيع فعلاً؟ وهل تحوّلت الرهبانية الى “تاجر أرض”؟

في الوقائع، تشير المعلومات الى أن عملية البيع حصلت فعلاً في سقي الحدت، طريق صيدا القديمة. وهي بقعة جغرافية تقطن فيها غالبية شيعية.
هناك، أنشأت الرهبانية الأنطونية في العام 1995، بموافقة السفير البابوي في لبنان في حينه بابلو بوانتي، 8 أبنية ليتمكن المسيحيون من السكن. وبعد سنوات، وعلى اثر ظروف البلد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، باع كثيرون منازلهم، وأجرّها آخرون، ولم يبق راهناً الاّ 4 عائلات مسيحية، من أصل أكثر من مئة، عائلة واحدة من بينها من أهالي الحدت. ومع ارتفاع الكلفة، قررت الرهبانية التصرّف بهذا الملك، المتمثّل ببنايتين، للحفاظ على أملاك أخرى.

من هنا، اتخذ القرار على مستوى الرئاسة العامة ومجلس المدبرين واللجنة الاقتصادية، باجراء مبادلة مع عقارات يملكها شيعة في تلّة مار انطونيوس الواقعة على يسار بولفار الرئيس كميل شمعون. وهكذا كان. حصلت الرهبانية على عقارات تحيط بمدرسة تملكها وكنيسة وعقارات أخرى، وتخلّت عن عقارين خلف المجلس الدستوري بعمق 300 متر نزولاً في العمق الديموغرافي الشيعي.

ووفق هذا التوجّه، اعتبرت الرهبنة أنها حققت نقطة ايجابية، خصوصاً أن العقارين الكائنين على يمين بولفار كميل شمعون في سقي الحدت، لا مستقبل ديموغرافياً ولا وجودياً لهما، في ضوء ارتياح كل طرف للعيش من ضمن بيئته.

لكن اعتراضات رافقت هذه الخطوة. اذ اعتبرت مجموعة من الرهبان أن قرار الرهبانية خاطىء ومضرّ بالوجود المسيحي في المنطقة. فتسرّب القرار الى الإعلام، ومنه الى بعض الأهالي الذين تحرّكوا إعلامياً وعقدوا عدداً من الاجتماعات رفضاً لهذه المسألة.
ووفقاً لمعلومات موقع mtv، لا تخلو إثارة القضية من بعدَين، رهباني وبلدي. ففي الشق الرهباني، دخلت الرهبانية الأنطونية في مسار التحضيرات لانتخاب رئيس عام جديد ومجلس للمدبرين في حزيران المقبل. وهناك فريق رهباني يعمل على ايصال أحد الآباء الى رأس الهرم الرهباني، وقطع الطريق على الفريق الآخر. والأسماء في هذا السياق معروفة، وإن لم نشأ إثارتها في هذا المقال. لكن عدداً من المعنيين، تبادلوا رسائل صوتية في ما بينهم، وانتشرت خارج الإطار الرهباني الضيّق.

أما بلدياً، فمع ارتفاع الحديث عن اجراء الاستحقاق البلدي في أيار المقبل، يسعى بعض الطامحين لخوض الاستحقاق في مواجهة البلدية الحالية، الى إثارة قضايا بلدية، في محاولة لتقليب الرأي العام الحدتي وكسب الأصوات. علماً أن مطّلعين ينفون نيّة أحد من المعترضين على الانتقال للسكن في المنطقة ذات الغالبية الشيعية. وعلماً أيضاً، أن البلدية الحالية مستمرة في رفع شعار “ما تبيع بيتك، ما تبيع أرضك، البلدية ما رح تمضيلك”، في سياق الاستراتيجية التي اعتمدتها منذ سنوات للحفاظ على النسيج الحدتي وتثبيت الناس في أرضهم. وقد شنّت حملات عدة على البلدية في مراحل سابقة، لثنيها عن قرارها، ولكنها اليوم على ثباتها وصلابة موقفها في كل ما خص المنطقة الواقعة شرق بولڤار الرئيس شمعون-طريق صيدا القديمة، بيعاً او تأجيراً او استثماراً.

المصدر : وكالات