مقالات هيثم زعيتر >مقالات هيثم زعيتر
الرئيس حسين الحسيني.. التزام لصيق بالقضية الفلسطينية
جنوبيات
يحفر الرئيس حسين الحسيني، اسمه برسوخ في تاريخ لبنان، بما بذله من أجل وطن الأرز، في كل المجالات التي تبوأها سياسياً وحزبياً ونيابياً، ورئيساً لمجلس النواب اللبناني.
لا يُمكن إلا أن يحفظ الجميع، للرئيس الحسيني دوره في التوصل إلى «إتفاق الطائف»، في العام 1989، بعدما استضافت المملكة العربية السعودية، النواب اللبنانيين، ما أنهى الحرب العبثية في لبنان، والتي لو طبقت بنود الاتفاق، لما دخل لبنان في آتون أزمات مُتعددة.
اضطلع الرئيس الحسيني، بدورٍ بارز في التشريع، سواءً برئاسة مجلس النواب، أو عضويته على مدى 36 عاماً، كانت حافلة بالكثير من المُتغيّرات والصراعات الداخلية التي عصفت بلبنان.
تميّز بدفاعه عن المحرومين في لبنان مع الإمام السيد موسى الصدر ومُشاركته في تأسيس حركة «أمل»، ومن ثم رئاستها بعد تغييب الإمام.
كذلك مواقفه بمُواجهة الاحتلال الإسرائيلي التي اتسمت بالقوة والصلابة، ودوره الداعم للثورة الفلسطينية، وعلاقته الوطيدة مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، واستمراره التزام القضية الفلسطينية حتى رحيله.
الجلسات مع الرئيس الحسيني مُتعددة، وأستعيد يوم استضفته خلال «معرض بيروت الدولي الدائم للكتاب» في نسخته الـ62، ضمن برنامج «من بيروت» على شاشة تلفزيون فلسطين، التي بُثت مساء يوم الثلاثاء في 18 كانون الأول/ديسمبر 2018، حيث أدركت مدى وعي «أبو علي» للقضية الفلسطينية، وتأكيده على أن «جريمة الاحتلال بحق فلسطين هي جريمة العصر، وتضامن لبنان مع الشعب الفلسطيني هو تضامن مع الذات، وواجب اللبنانيين الدفاع عن النفس من خلال دفاعهم عن فلسطين، لأن ضياع الحق الفلسطيني، سيُؤدي إلى ضياع كل الحقوق العربية».
الرئيس الحسيني من الداعين إلى «وضع استراتيجية عربية مُوحدة لتحرير فلسطين، تُلقى على عاتق العرب جميعاً، لمُواجهة المشروع الغربي الرامي إلى إيجاد نزاعات بين العرب وعدم الاستقرار في المنطقة من خلال الكيان الإسرائيلي».
حتى الرمق الأخير، على مدى 86 عاماً، بقي الرئيس الحسيني، يُؤكد ثبات التزامه بالقضية الفلسطينية، داعياً إلى «ضرورة مُضاعفة الجهد من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس»، مُحذراً من «المخاطر المُترتبة على مُحاولات طمس حق عودة اللاجئين، التي هي أساس وجوهر القضية الفلسطينية».
رحم الله الراحل وأسكنه فسيح جنانه وألهم أهله ومُحبيه الصبر والسلوان.