فلسطينيات >داخل فلسطين
موعد الغداء الذي لم يحصل
موعد الغداء الذي لم يحصل ‎السبت 14 01 2023 21:21
موعد الغداء الذي لم يحصل

جنوبيات

الحادية عشرة ليلا اتصل أمجد خليلية بشقيقته المتزوجة وطلب منها أن تعد له وجبة من المعكرونة واعداً أن يتغدى معها اليوم في منزلها في جبع جنوب جنين.

لكن قوة إسرائيلية خاصة قتلت أمجد وصديقه عز الدين حمامرة فجر هذا اليوم داخل سيارتهما على الطريق الواصل بين قريتي جبع والفندقومية.

"كان حاطط قصة على صفحته على الفيس بوك أغنية لجبع.. ولما شاركته أخته التعليق عليها اتصل فيها وحكالها بكرة غداي عندك وبدي معكرونه" يقول ماهر أبو عون زوج أخت الشهيد أمجد.

ولد أمجد خليلية عام 2002 هو أصغر إخوته الثمانية، مدلل والديه، وصديق شقيقاته، كان يرافق عز الدين حمامرة في آخر أيامهما ورافقه في الشهادة اليوم.

يتابع أبو عون: "فجر اليوم خرج أمجد وعز الدين حين سمعا بتواجد لقوات الاحتلال بالقرب من البلدة، فباغتهما قناص بإطلاق النار عليهما، أصيب عز الدين وكان يقود السيارة التي يستقلانها، فأخذ أمجد مكانه بالقيادة وابتعد بالسيارة محاولاً اسعاف صديقه، وعند وصوله لمدخل قرية الفندقومية، تفاجأ بقوة خاصة على مدخل القرية، وهناك اغتالوه وصديقه داخل سيارتهما".

واغتالت القوة الخاصة أمجد خليلية وعز الدين حمامرة من مسافة الصفر بعد اجبار سيارتهما على التوقف وإطلاق النار مباشرة عليهما من مسافة الصفر.

وتظهر صور ومقاطع فيديو تداولها المواطنون الكميات الكبيرة من الرصاص التي انتشرت داخل السيارة.

ويوضح  أبو عون "في ساعات الصباح الأولى كانت أخبار إصابة شابين من البلدة تتوافد إلينا، حين علمت زوجتي بالخبر قالت لي هذا أمجد، قلبي يخبرني أنه المصاب الذي يتحدثون عنه".

داخل منزلها في قرية جبع جلست أم الشهيد عز الدين حمامرة (22 عاما) وسط عدد من نساء القرية القادمات لمواساتها، كانت تصف عز الدين للحاضرات "هو الحنون علي.. ما كان يزعلني أبدا ومستحيل يطلع من الدار وأنا زعلانة".

وسط محاولات النساء تهدئتها تكمل "ما إله شهرين مروح من السجن، والله ما لحقت أفرح بترويحته من السجن".

واعتقل عز الدين في سجون الاحتلال لمدة عام وخرج من السجن قبل حوالي الشهرين.

يقول معاذ حمامرة عم الشهيد عز الدين، "نحن لا نعلم ما حدث مع عز الدين وأمجد، كل ما نعرفه هو من روايات الشهود، لكن صور السيارة تبين أنهما تعرضا للقتل المقصود، قالوا لنا إن احدهما أصيب وحين هربا بسيارتهما غافلتهما قوة خاصة وحاصرت السيارة وقتلتهما".

"قتلوه في صدره" يقول معاذ، ويضيف "كان كتوما جدا لا يخرج الكلام من صدره، قليل الحديث كثير الابتسام، وتجمع البلدة على حبه".

وفجر اليوم أعلن أيضا عن استشهاد الشاب يزن الجعبري (20 عاما) من قرية اليامون والذي أصيب في الثاني من هذا الشهر برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي وكان يعالج في مستشفى بمدينة جنين.

وحمل رئيس الوزراء محمد اشتية حكومة الاحتلال المتطرفة والعنصرية مسؤولية هذه الجرائم، وطالب العالم "بموقف واضح منها وبتوفير الحماية الدولية لشعبنا".

وقتلت إسرائيل منذ بداية عام 2023، اثنا عشر شهيدا في الضفة الغربية بينهم ثلاثة أطفال، ومن ضمنهم سبعة شهداء في محافظة جنين.

المصدر : وكالة وفا