في بعضِ الأحيانِ عليك أن تعتذرَ لنفسِك عن سوءِ اختيارك لبعضِ الناس. فانتقاءُ الأشخاص كالبحثِ عن الذهب في خليطٍ من المعادن.

فأفضل إنسان قد تصاحبه في حياتك هو من يجمع بين أمرين:
الأوّل أنّك تستطيع أن تمازحه بلطف العبارة وبكلّ عفويّة.
والثاني أنّه بإمكانك أن تتحدّث معه بجدّيّة عن أعمق ما في داخلك بدون أن تقلق أو يساورك الشكّ بكتمانه لسرّك، وحفظه لعلانيّتك. 
وهؤلاء الأصحاب المخلصون نادرون جدًّا في هذا الزمن الرديء. فإن وجدتهم فحافظ عليهم بكلّ جوارحك لأنّهم ثروة لا تُقدَّر بثمن، ولن يتكرّروا مع مضيّ الزمن. 
هم أصحاب المعادن النفيسة والنفوس الأصيلة. هم للأثالة عنوان، وللوفاء صدق وأمان. 
أصالتهم تشعّ بالمحبّة والتسامح، وإذا قصّرنا بحقّهم يومًا لا يتذمّرون ولا يتغيّرون. 
وفي هذا السياق المليء بالأدب والأخلاق، وحسن التصرّف، ونبل التلاق:
يحتضن قلبي أحبّة مميّزون، يعطّرون أيّامي بشذى محبّتهم. أنار الله باطنهم وظاهرهم بأنوار أسمائه. وكحّل بصرهم وبصيرتهم بأسرار آياته. وأدام المحبّة بيننا خالصة لوجهه إلى يوم لقائه.
أسأل الله بعدد من لبّى وكبّر
 أن يسقينا وإيّاكم من ماء الكوثر ويعطّر أيّامنا وأيّامكم بالمسك والعنبر، وأن يعطيكم ما تتمنّون وأكثر. كما أدعو الله لنا ولكم بتمام الصحّة والعافية، وأن يهبنا نفوسًا سعيدة راضية، وصدورًا من الهمّ خالية، وقلوبًا بحبّ الله صافية. 
أسعد الله أوقاتكم بالخير والمحبّة والأمن والأمان والصحّة والعافية والاطمئنان وراحة البال. 
آمين يا ربّ العالمين.