بأقلامهم >بأقلامهم
"مرة جديدة صيدا تنقذ نفسها بنفسها"
جنوبيات
مرة جديدة يثبت المجتمع المدني في مدينة صيدا قوته الفاعلة على الارض ويكون صلة الوصل بين المواطن ومؤسسات الدولة، فهو حكومة الظل او الحكومة الشعبية التي تعمل على خدمة المواطنين لتشكل خط الدفاع الاول في الازمات والكوارث.
فما شهدته مدينة صيدا من ورشة بيئية إنقاذية سريعة بعدما وصل الحال الى تراكم النفايات في الشوارع وبين الابنية وبعدما تخلت الدولة عن مهامها ومسؤولياتها هو ليس بالامر الغريب على هذه المدينة التي تمتاز بل وتنفرد عن اخواتها بقوة التشبيك بين مجتمعها المدني وبين بلديتها ( الحكومة المحلية) التي تحتضنه وترعاه وتدعمه بكل قوة واصرار.
ان بلدية صيدا بمجالسها المتعاقبة اعطت هذا الامر اهمية كبرى حيث ساهمت في انشاء شبكات اجتماعية وتربوية وكشفية ورياضية وصحية وعملت على التنسيق معهم وفيما بينهم.
فكان لهذا التعاون محطات نجاح كبيرة وما شاهدناه مؤخرا من عدوان تموز الى نزوح الاخوة السوريين الى حرب عبرا الى الازمة الاقتصادية وازمة كورونا الى الازمات المتلاحقة واخرها ازمة النفايات انما هو شعلة مضيئة لهذا التعاون والتنسيق الذي يعزز مهارات الكوادر البشرية ويعزز الانتماء للمدينة وتاريخها في وجه الازمات والكوارث.
ان تجربة صيدا الرائدة بين حكومتها المحلية وبين مجتمعها المدني يجب ان تلقى كل الدعم والتأييد من اهل المدينة اولا ومن كافة الجمعيات والمؤسسات المحلية والدولية ثانيا كما يجب لهذه التجربة ان تعمم على كافة المناطق اللبنانية لعلها تخفف من معاناة الناس في ظل هذه الظروف الصعبة.
صحيح ان عمل المجتمع المدني ليس بديلا عن الدولة ولا يحل مكانها ولكنه المغوار والمستجيب الاول والمؤقت لمواجه الازمات ريثما تقوم الدولة بواجبها حيث المطلوب الاسراع في دفع حقوق البلديات ودعمها للصمود ومواجهة التحديات القادمة، من هنا كان لا بد لنا الا ان نتوجه بالشكر الى بلدية صيدا وكافة اعضائها وبشخص رئيسها المهندس محمد السعودي الذي استطاع ان يجمع صيدا السياسية وصيدا المجتمع المدني تحت عباءة البلدية في هذه المرحلة الصعبة والحساسة، وكذلك الشكر موصول الى تجمع المؤسسات الاهلية رئيسا وجمعيات وخصوصا جمعية التنمية للانسان والبيئة على هذا التعاون والتنسيق وعلى الجهود الجبارة التي ودون ادنى شك ساهمت الى حد كبير بالتخفيف من هموم واوجاع الناس واعطت لصيدا الصورة الجميلة التي تستحقها .