بأقلامهم >بأقلامهم
"الجِبال العالية لا تحجب الشمس"
جنوبيات
الفقرُ قميصٌ من نار، والجوع سيفٌ بتّار. وكاد الفقر أن يكون كفرًا، وقد قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب: "لو كان الفقر رجلًا لقتلته".
لذا، قد تجد نفسك محاطًا بالشدائد، مبتلى دائمًا، وتعاني التعب النفسيّ. وقد تبكي أحيانًا على أتفه الأشياء، وأحيانًا أخرى قد لا تقوى على البكاء، وقد تصاب ببعض الأمراض الجسديّة بين حين وآخر. وهنا تسأل نفسك لماذا تحصل معك هذه الأمور.
الجواب: إنّ ربّك يبتليك ليهذّبك لا ليعذّبك. وقد جاء في الحديث النبويّ: "ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا همّ ولا حزن ولا أذى ولا غمّ حتّى الشوكة يشاكها إلّا كفّر الله بها من خطاياه".
يبتليك ربّك ليسمع صوتك وأنت تتوجّه إليه بالدعاء، فيلبّيك بالإجابة، ويشرح لك صدرك، ويرفع البأس عنك، ويشفيك ممّا أنت فيه.
نُبتلى لعلّنا من الغفلة نفيق.
نُبتلى لعلّنا من الذنوب نتوب.
نُبتلى لعلّ الله يكفّر عنّا السيّئات.
نُبتلى لعلّ الله يغفر لنا الذلّات.
نُبتلى لعلّ الله يرفع لنا الدرجات.
نُبتلى لعلّ الله يكثر لنا الحسنات.
فلا تأسَ على الذي فات، فكلّ ابتلاء من الله رحمة واسعة، وخير لأنفسكم لو كنتم تعلمون.
ونختم بالقول المأثور:
"مهما كانت الجبال عالية، لا يمكن أن تحجب الشمس".
فالفرج قادم بإذن الله...