بأقلامهم >بأقلامهم
"أدب التّخاطب"
جنوبيات
يقول أحد الحكماء: "القلوب كالقدور في الصدور تغلي بما فيها، ولذا على العاقل أن يتعلّم من أدب التخاطب وفنونه ما يصل به إلى قلوب الناس مراعيًا فقه الكلمة، وخطورة اللفظ، وحفظ المنطق، وحسن التعليق (ضمن إطار النقد البنّاء). وكم من صداقات قامت بسبب حسن الأدب في التخاطب، وبالمقابل كم من عداوات قامت بسبب سوء الأدب في التخاطب".
فالتخاطب إذًا حاجة ملحّة في تعاملنا اليوميّ مع الآخرين على أسس من أدب اللياقة، وحسن اللباقة، وبطريقة انتقائيّة للطف العبارة وجمال التعبير كانتقائنا المنمّق لزهور الباقة وورودها.
فالكلمة الطيّبة كما ورد في كتاب الله عز وجلّ كالشجرة الطيّبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
وفنّ التخاطب مع الناس هو عنوان الارتقاء.
وأدب التحاور مع الآخر شعاع من نور النقاء.
وانتقاء الجملة الهادفة والراقية في تعاملك الكلاميّ مع نظيرك سموّ وافتخار.
لقد كان والدي طيّب الله ثراه يعلّمني أنّ على المرء أن يتخيّر في خطابه الكلم الطيّب، وأن يختار في حواره أحسن الألفاظ وأجملها وألطفها وأبعدها من ألفاظ أهل الجفاء والغلظة.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله: "فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك". صدق الله العظيم