بأقلامهم >بأقلامهم
جهنّم، والمكالمة الهاتفيّة!
جنوبيات
جهنّم، والمكالمة الهاتفيّة!
من فترة ليست ببعيدة، وبحادثة غريبة لكنّها ليست فريدة، سقطت طائرة في صحراء نائية، حيث كانت في رحلة متّجهة إلى مجاهل أفريقيّة. وقد قتل جميع الركّاب ما عدا ثلاثة: أميركيّ وفرنسيّ ولبنانيّ. إذ كانت إصابتهم خفيفة لا تتعدّى بعض الخدوش الطفيفة.
وفجأة هجم عليهم بعض الزنوج واقتادوهم إلى شيخ القبيلة الذي عرّف عن نفسه بلغة غريبة فُهم منها أنّه شيخ قبيلة "جهنّم الحمراء"!
طلب الأميركيّ أن يتّصل بأهله (من خلال إشارات توحي بذلك) فأمر شيخ القبيلة أن يعطوه الهاتف الخلويّ وأشار بيده إلى أنّ على المتّصل أن يدفع مبلغًا محدّدًا مقابل الاتّصال.
اتّصل الأميركيّ بأهله وطمأنهم عن وضعه ودام الاتّصال لمدّة دقيقتين، فبلغ حسابه ألف دولار.
ثمّ اتّصل الفرنسيّ وتكلّم لمدّة دقيقة ونصف، فبلغ حسابه خمسماية يورو.
وجاء دور اللبنانيّ الذي دام اتّصاله لمدّة ساعة، فبلغ حسابه دولارًا واحدًا أي ما يعادل ٥٨ الف ليرة لبنانيّة وفق "السّوق السوداء".
فجأة صرخ كلّ من الأميركيّ والفرنسيّ محتّجين على المبالغ التي دفعاها مقابل المبلغ الذي دفعه اللبنانيّ.
وهنا صرخ بوجهم شيخ القبيلة قائلًا:
"المكالمة الهاتفيّة من جهنّم الحمراء إلى كلّ من أميركا وفرنسا تعتبر دوليّة.
أمّا المكالمة الهاتفيّة من جهنّم الحمراء إلى لبنان فتعتبر داخليّة".
وبرّر كلامه بأنّ العيش في لبنان كالعيش في جهنّم نفسها.
فتعسا لمن اوصل البلد لهذا الدّرك الأسفل من النّار، وعليه من الله ما يستحقّ...