شهد مساء أمس الثلثاء تسريبات صحفية أعادت الحياة للإستحقاق الرئاسي من بوابة عين التينة. هذه الروايات التي سُرّبت عن سابق تصورٍ وتصميم، تحدثت عن أن الرئيس نبيه برّي، بدأ عملية استطلاع آراء الكتل النيابية وتثبيت "البوانتاج" لـ سليمان فرنجية، للذهاب بعدها إلى مجلس النواب بأكثرية الـ65 صوتاً مع نصاب الثلثين.

مبادرة الرئيس نبيه برّي، بحسب ما سُرّب في الإعلام، ترتكز على الذهاب إلى المجلس والتصويت للمرشحين، فإذا لم ينسحب أي مرشّح لصالح آخر تستمر الجلسات إلى حين انتخاب رئيس بـ65 صوتًا.

كلّ ما ورد سابقاً يمكن وضعه في خانة "المعلومات المؤكدة". نعم أدار الرئيس برّي محركاته الرئاسية لصالح فرنجية، وبدأ رئيس مجلس النواب، إقناع عدة نواب بالتصويت لصالح رئيس تيار "المردة"، مفتتحاً جلسات الإقناع بنواب تكتل "الإعتدال" الذين زاروا برّي يوم أمس.

قرر الثنائي الشيعي، النزول إلى مجلس النواب من دون خيار الورقة البيضاء التي لازمت نواب "أمل" و"حزب الله" على مدار 11 جلسة. لكن برّي لا يخوض معركةً خاسرة وهو المعروف بدهائه السياسي، لكن هذه الخطوة أتت بعدما استسلم الثنائي من إمكانية حصول توافق على فرنجية.

تُفتح جلسات انتخاب رئيس الجمهورية بحضور جميع الكتل النيابية، وتقوم كلّ كتلة بالتصويت لمرشّحها، والفائز لا بدّ أن يحصل على 65 صوتاً بنصاب ثلثي المجلس. حتى اللحظة لا مرشّح لديه القدرة على الفوز، لكن الجلسات ستبقى مفتوحةً حتى صعود الدخان الأبيض.

رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، يلعب دوراً كبيراً في مبادرة برّي. بيك المختارة يشكّل الضمانة لعدم فوز أي مرشّح لا يتناسب مع خط الثنائي الشيعي. يشارك جنبلاط في هذا الدور نواب تكتل "الإعتدال الوطني"، الذين لن يصوّتوا لأي مرشّح مرفوض من قبل الثنائي.

هكذا يكون برّي قد ركن إلى ما تريده القوى المعارضة عدم مقاطعة جلسات الإنتخاب. وبسواعد جنبلاط وتكتل "الإعتدال" وبعض النواب المستقلين يكون برّي قد حمى ظهره من أي خرق لمرشّح المعارضة، أكان ميشال معوض أو غيره.

هذه المبادرة التي أُطلقت من على منبر التسريب الإعلامي، قد تكون الخرطوشة الأخيرة لرئيس تيار "المردة"، الذي توسّل الأصوات من على منبر بكركي الأسبوع الماضي، لتبقى الكلمة الفصل لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، الذي يخوض معركةً طاحنة بوجه فرنجية، وأيضاً لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي أراح برّي بتأمين نصاب الثلثين.