بأقلامهم >بأقلامهم
جمال النقيض!
جنوبيات
آه يا زمن.. وهل بعد الآه من ألم، حبّذا لو يأخذنا العمر إلى عالم النسيان، حيثُ لا أحزان، لعلّنا نستجمع قوانا لبعض الوقت، ونشحذ الهمّة في زمن الصمت.
آه لو كان البكاء يفيد أو على الأقلّ يعيد لنا عقارب الساعة إلى الوراء، حول كانون الفحم في برد الشتاء، وأبٍ يحاول بالملقط أن يحرّك الجمرات لتلتهب مجدّدًا، وأمٍّ تحضّر الحساء الساخن، لعلّ الدفء يسري في قلوبنا وعقولنا مسرى الدم في الشرايين.
آه ثمّ آه.. ينسابُ العمر مُسرعًا، عسى أن يكون اللقاء محطّة حبّ وهناء. لا تقلْ شئنا فإنّ الله شاء...
كلُّ شيءٍ يُشعِرنا بجمالِ نقيضه؛ فالبردُ يُشعِرنا بجمالِ الدفءِ، والألمُ يُشعِرنا بنعمةِ الصحّةِ، واليأسُ يَدُلّنا على الأمل، والبعدُ يُحْيي فينا الحبَّ والحنين، والليلُ الطويلُ ينتهي بصبحٍ جميلٍ.
أمّا الهمّ فهو نصف الهرم، وقاسم العظم.
الهمُّ هو الفائدةُ الّتي ندفعُها على المتاعبِ قبل أن تستحقَّ .
رحم الله والدتي الطاهرة "الأميرة الأيّوبيّة"، وجعل منزلها في الفردوس الأعلى من الجنّة مع النبيّ محمّد وآله الطيّبين الطاهرين وصحبه الأنجاب الميامين، فقد كانت تردّد هذا الدعاء دائمًا: الحمد لِلّهِ الاَوَّلِ قَبْلَ الإنشاء والإحياء، وَالآخِرِ بَعْدَ فَناء الاَشْياء، الْعَلِيمِ الَّذِي لا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ، وَلا يَنْقُصُ مَنْ شَكَرَه، وَلا يُخَيِّبُ دعاء مَنْ دَعاهُ، وَلا يَقْطَعُ رَجاء مَنْ رَجاه. اللهمّ ثَبِّتْنا عَلى الإيمان ما أَحْيَيْتَنا، وَلا تُزِغْ قَلوبنا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنا، وَهَبْ لنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، وهيّيء لنا من أمرنا رشدًا، واجعل معونتك الكبرى لنا سندًا، ولا تقفل في وجوهنا الأبواب، وتبْ علينا يا غفور يا توّاب، إنَّكَ أَنْتَ الغنيّ الْوَهَّابُ.
آمين يا ربّ العالمين...