مقالات مختارة >مقالات مختارة
هل يفعلها سليمان فرنجية؟
الخميس 9 02 2023 09:34محمد المدني
بات معروفاً أن الدول الكبرى التي تُبدي اهتماماً بالملف اللبناني، ولو من باب رفع العتب، لا تدخل في مناقشاتها بأسماء محدّدة لرئاسة الحكومة. هذا سببه عدة اعتبارات وظروف تدفع هذه الدول إلى النأي بنفسها عن الدخول في لعبة الأسماء.
لقاء باريس، كما كان متوقعاً، لم يُغيّر في واقع الحال الرئاسي شيئاً، الدول التي اجتمعت تدرك أن الكرة في ملعب إيران و"حزب الله"، وطالما أن الأخير متمسّك بترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية فلا مجال لإحداث أي خرق في جدار الأزمة الرئاسية.
ينطلق "حزب الله" في مقاربته لرئاسة الجمهورية من دراسة الواقع الدولي - الإقليمي وتأثيره على إيران، خصوصاً أن الملف النووي لم يُدفن كما يشيّع البعض بل معلّق. وكلما أبدت إيران ارتياحها لسير الأمر مع دول الغرب والولايات المتحدة، كلما انعكس ذلك على ارتياح الحزب في الداخل اللبناني.
ما قد يُجبر الحزب على التمسّك بورقة سليمان فرنجية، هو ارتفاع الضغط الدولي على إيران، هذا ما ليس قائماً اليوم في عدة ملفات تهمّ الجمهورية الإسلامية، أكان في العراق وسوريا، أو في اليمن. لذلك، لا يمكن للحزب الإصرار على فرنجية إلى أجلٍ غير مسمى كما فعل مع الرئيس السابق العماد ميشال عون عام 2014.
لكن، في حال كان الظرف الدولي - الإقليمي متوتراً، وفي حال شعرت إيران بخطرٍ يداهم مصالحها وموقعها في المنطقة، فإن الحزب لن يتخلى عن فرنجية تحت أي ظرفٍ كان. في هذه الحالة يريد الحزب شخصيةً تتولّى رئاسة الجمهورية، تكون مستعدة لخوض التحديات، والإنغماس في معارك إيران السياسية، ولا أحد أفضل من سليمان فرنجية للقيام بهذا الدور.
المؤشرات الدولية المتعلقة بإيران، وارتياحها لسير الأمور مع "البوانتاج" الذي يجريه الرئيس نبيه برّي لفرنجية، تدلّ على أن قصة رئيس تيار "المردة" لن تطول كثيراً. "البوانتاج" حتى اللحظة لا يزال بعيداً عن الـ 65 صوتاً التي يحتاجها فرنجية، لكن من المبكر أن يقوم "الثنائي الشيعي" بتقديم تقريره النهائي إلى فرنجية بشأن حظوظه الرئاسية، علماً أن هناك استحالة بتأمين الأكثرية المطلوبة لفوزه.
ومتى أنهى "الثنائي الشيعي" واجباته السياسية والأخلاقية مع سليمان فرنجية، سيتمّ إخباره بفشل مسعاه، وبالتالي، لا بدّ من البحث عن خيارات أخرى، وهنا تكمن مسؤولية فرنجية الوطنية، عدم إحراج "الثنائي" والإصرار على الترشّح، وإلّا يكون قد سلك طريق التعطيل التي تزيد من معاناة لبنان وانهيار مؤسّساته.