بأقلامهم >بأقلامهم
"الخلوة مع الله"
جنوبيات
عندما تكون مع الله، تهون الصعاب، ويتجمّع الأحباب، ويزهو فصل الخطاب، وتتخيّر أفضل الأصحاب.
في خلوتك مع الله، أنت لست بحاجة للاعتذار لعلّة تكرار المواضيع، وتعداد المطالب، فهو يحبّ الملحّين اللجوجين.
ما أعظمك يا الله.
في خلوتك مع الله، لا تحتاج لأن تكون صاحب "عبارات منمّقة ومنتقاة"، كما لست بحاجة لحجج دامغة لتنال مطالبك، فهو يعلم بحاجتك قبل السؤال. هو يعلم السرّ وأخفى.
ما أقربك يا الله.
في خلوتك مع الله، أنت لا تحتاج إلى موعد مسبق، فكلّ الأوقات متاحة (بلا مواعيد مسبقة). ما عليك إلّا أن تبادر.
ما أكرمك يا الله.
في خلوتك مع الله، لن تُصاب بالإحراج لو دمعت عيناك، أو تلعثمت كلماتك، فالضعف بين يدي الله قوّة وعزّة.
ما ألطفك يا الله.
في خلوتك مع الله، يمكنك الاعتراف بالذنب، والإقرار بالخطيئة بدون أن تخاف من تبعات الاعتراف، لأنّ الله سبحانه يحبّ منك الاعتراف بالاقتراف، لتغترف من غفرانه نعائم الفضل والجود والكرم.
ما أجلّك يا الله.
تجاه هذا كلّه (وهو أقرب إليكم من حبل الوريد):
هل تجوز مقارنة عطاءات الله بعطاءات غيره؟
الجواب الحتمي:حاشا وكلّا.
اللهم لا ملجأ منك إلّا إليك، ولا اتّكال إلّا عليك. ونحن جميعنا بين يديك، نرجو رحمتك، ونطلب غفرانك، ونخشى عذابك. سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
ونختم لنقول:
"كن مع الله، يكن الله معك".