بأقلامهم >بأقلامهم
ديمقراطية "اسرائيل" "4"
الأحد 12 02 2023 20:32
غازي العريضي
جنوبيات
رئيس أركان جيش الإرهاب الاسرائيلي السابق أفيف كوخافي أجرى قبل تسليم مهامه مكالمة نادرة مع رئيس حكومته بنيامين نتنياهو عبّر خلالها بوضوح عن "قلق عميق يساور الجنرالات من التهجمات والانتقادات وحملات التحريض التي شنّها ضدهم سياسيون مؤيدون لإجراءات الحكومة".
واعترض على "نقل صلاحيات الجيش في تعيين رئيس "الإدارة المدنية" "ومنسّق شؤون الحكومة مع الفلسطينيين" معتبراً أنها "تضرّ بمكانة اسرائيل الدولية بحيث سيرى الرأي العام العالمي ان اسرائيل تحكم بنظامين قانونيين مختلفين، أحدهما لليهود، والآخر للفلسطينيين، ما يعتبر أبارتهايد وفصلاً عنصرياً"!!
هذا الكلام لمسؤول عسكري اسرائيلي مارس مهنة وشهوة ومتعة القتل بحق الفلسطينيين وهدّد مراراً بتدمير بيروت وإعادة لبنان 50 سنة الى الوراء. هو ليس من "معسكر" السلام، ولا من دعاة الرحمة والتفاهم مع الفلسطينيين لكنه رأى ان ما يجري مع نتانياهو وعصابته يتجاوز العقل والمنطق والحدود بما يشكل خطراً على الدولة وأسسها و"تشوّه" صورتها في العالم. إذاً الأكثر تطرفاً في اسرائيل قلقون من سياسات نتانياهو فماذا يُنتظر من الفلسطينيين؟؟
العصابة استمرت في غيّها قتلاً ودماراً وخراباً وتوسعاً واحتلالاً. مصرّة على تنفيذ برنامجها غير آبهة بكل الملاحظات والنصائح الداخلية والخارجية من أبنائها المقاتلين من أجل دولتها "والمحافظة على سمعتها" حتى وصل الأمر الى اعتقال القائد السابق في سلاح الجو الاسرائيلي العميد زائيف راز. لماذا؟؟ إتهم بالتهديد بقتل نتانياهو. أطلق سراحه لاحقاً وطلب إليه الاعتذار فرفض. لماذا؟؟ لأن الشرطة الاسرائيلية تخدم أجندة آحادية ولا تعتقل "محرّضين على القتل من اليمين". هناك نشطاء من حزب الليكود هدّدوا بقتل المستشارة القضائية للحكومة غالي بهراف ميارا التي انتقدت نتانياهو وقالت "إنه في حال الاستمرار في قيادة التغييرات في جهاز القضاء فسوف تعلن أنه لا يمكن البقاء في منصبه". وهي طلبت إقالة وزير الداخلية أرييه درعي المتهم بالفساد!!
وأضاف راز: "إن رامي بن يهودا وهو صاحب سوابق سابق في تهديد قادة المعارضة عاد وظهر بتهديدات جديدة تستخدم فيها معايير نستخدمها في الجيش ضد المخربين الفلسطينيين وطالب بتحييد ميارا (أي قتلها) وهناك نشطاء هدّدوا امرأة مسنة ناجية من المحرقة الفاشية ولم يتم اعتقاله"!! يعني من نجا من النازيين حلال قتله في اسرائيل على يد العصابات الحاكمة، وحلال تهديد وقتل من لا يقبل حكمها ومشروعها. إذا كانوا يتصرفون هكذا مع بعضهم البعض فماذا ينتظر الفلسطينيين؟؟ وهل يستغرب العالم ردّ فعلهم وتصميمهم على المواجهة وحماية أنفسهم باستخدام كل الوسائل المتاحة أمامهم؟؟
نتنياهو "الحريص على الديموقراطية" قال: "نعلم أنه بالامكان ان نتناقش حول ما يشكل خطراً حقيقياً على الديموقراطية. لكن دعوات واضحة للقتل ليست أمراً يخضع للنقاش. هذا خطر حقيقي على الديموقراطية وينبغي الوقوف ضده". بالنسبة إليه حق القتل بكل الوسائل وتهديد الديموقراطية يجب أن يكون حصرياً له ويتفنّن في تطبيقه مع عصابته. لكن إذا هدّده أحد فهذا خطر على الديموقراطية!!
قادة المعارضة رفضوا ادعاءات نتانياهو وقال باسمهم بني غانتس: "إنها بداية نهاية الديمقراطية". من يهدّد بنشر العنف هو هذا الائتلاف الحاكم وإذا سيطروا على السلطة القضائية وإذا لم يكن هذا بداية استبداد فماذا يكون؟؟
ثمة في اسرائيل "الديمقراطية" نقاش من هذا النوع مفتوح على تحليلات وأحاديث عن احتمالات نشوب صدامات داخلية ، تهدّد بتفكك "المجتمع" و"الدولة" بسبب سياسات الالغاء ضد المعترضين اليهود والشطب الكامل للفلسطينيين وحقوقهم مما سيؤدي الى حروب مفتوحة مستمرة معهم..
هذه "ديمقراطية" اسرائيل التي تريد حمايتها أميركا وينحاز إليها الغرب، ويندفع نحوها بعض العرب . هل يعتقد العرب المندفعون تحديداً، أن "الديمقراطية" التي تلغي أبناءها وتحاول إلغاء فلسطين وعربها وتنوّعها ستحميهم؟؟ سؤال ثقيل!! والنتيجة دموية، كارثية. الثابت فيها: حق فلسطين لن يموت!!