بأقلامهم >بأقلامهم
هذا أنا
هذا أنا ‎الثلاثاء 14 02 2023 09:28 قاسم حازم
هذا أنا

جنوبيات

قد تكون قصة غريبة، قصة إلتحفت بثلاثة عشر عملية جراحية !.إنها أحقاً قصة غريبة. بدأت منذ ولادتي في 25-11-2001  حيث خُلقتّ وترعرعت مع أسرة متواضعة لكن اللّه منحني أمراضاً. ومن أسوء تلك الأمراض في قدماي. لسوء الحظ قالوا الأطباء" إنّ هذا الصبي سيموت بعد عشرة أيام" لكن حكمة اللّه سابقة في كل مكان وفي كل زمان .  أتذكرُ عندما مشيت أول مرة قال لي الطبيب "أتى البطل"،كنتُ صغيراً لكن في داخلي إيمان باللّه. والحمداللّه شفيت لكن هذه ليست النهاية.

في العمر 14 سنة أُصبت بإلتواء في العامود الفقري وأتذكرُ تلك الذكريات التي أعطتني إيماناً أكثر بالخالق جلّ سبحانه، كنتُ أقول "آخ آخ" لكن كانت أختي الكبرى ماسكةً يدي تقول لي "لا تقول آخ بل قل يا رب، كلما قلت يا رب. ستشفى" كما كانت لدي حماسة بعد العملية أن أمشي  وعندما مشيت أحسست أني  في الخطى الرحمن خطوةً خطوة.

كنتُ في العناية وأقول "أين أمي... أين أبي" وأدعوا لخالقي إنها حقاً ذكريات مليئة بالإيمان والإشتياق. لكن هل إستسلمت"كلا" لم أستسلم بل كان لي إيمان  عميق لخالقي . في عمر 19 قمتُ بعملية لضعف النظر أو لسحب ضعف النظر وهذه العملية 13 والأخيرة. إلاّ أنّ الحقيقة المرض ليس داء بل دواء، أجل إنهُ دواء لتغذية الروح والتقرب إلى الخالق الأسمى فاللّه هو الدواء ونحنُ عيال اللّه ومخلوقاته.

كما أنّ هذه الأمراض التي تغلغت في جسدي أصبحت قصة تطلب رواية أو كتاب أصبحت حكاية مليئة بالبكاء حيناً والإصرار حيناً  أصبحت بفضل عائلتي بفضل أبي وأمي وأختي سهاد ،ريم، أسيل، علي التي إرتسمت تلك القصة بشجاعة والإيمان والطفولة والعبقرية . أن أكون بحق "هذا أنا" . وصدق ألبرت آينشتين " يوجد طريقتان العيش :ترى كل شيء معجزة أو تعيش ولا ترى شيء معجزة" .أما عن نفسي لقد رأيت المعجزة أن أستمر مهما كانت التضحيات أن أبتلي لأنّ من أُبتليَ بشيء أحبهُ اللّهةحباً جماً ...... والسلام

المصدر : جنوبيات