أطلقت دائرة شؤون اللاجئين في "منظمة التحرير الفلسطينية" والوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا"، مشروع تحسين مُخيم عايدة في محافظة بيت لحم، ضمن المرحلة الثانية من مشروع تحسين مُخيمات اللاجئين "بالسيب". 

جرت فعاليات الافتتاح بحضور وكيل دائرة شؤون اللاجئين الدكتور أنور حمام، نائب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" وطاقم جايكا فلسطين وفريق خبراء جايكا، محافظ محافظة بيت لحم اللواء كامل حميد، مدير عام مُخيمات الجنوب محمد فراج، عضو المجلس المركزي محمد خليل اللحام، رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مُخيم عايدة سعيد العزة ورؤساء وأعضاء بلديات بيت لحم وبيت جالا والدوحة ومدراء الأجهزة الأمنية وممثلي حركة "فتح" وفصائل العمل الوطني ومؤسسات المُخيم. 
وفي بداية الحفل، رحب رئيس اللجنة الشعبية سعيد العزة بالحضور في مُخيم عايدة لإطلاق مشروع بالسيب من خلال دائرة شؤون اللاجئين في إطار شمولي وتشاركي. 
وقدم العزة نبذة عن تاريخ المُخيم وإنجازاته وإبداعاته ونشأته وعدد سكانه، مشيراً إلى الواقع الصعب والسيء للحياة في المُخيم نتيجة تقادم العمر على مؤسساته وشوارعه وبيوته في ظل تواصل الهجمة من قبل سلطات الاحتلال وجيشها التي تقتحم المُخيم بشكل يومي، مشيراً إلى أن "المُخيم النقطة الأكثر التي تتعرض للغاز المسيل للدموع وفق دراسات لجامعات ومؤسسات دولية وأميركية". 
وأكد العزة على أن "المشروع يأتي للتخفيف من الحياة الصعبة للاجئين بشكل تشاركي من خلال تحديد الأولويات والاحتياجات من قبل أهالي المُخيم دون المساس بوجود ومكانة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" باعتبارها الشاهد الحي على نكبة فلسطين". 
وقدم العزة باسمه واسم أهالي المُخيم ومؤسساته وفصائله الشكر لليابان حكومة وشعباً على دعمهم لأهالي المُخيم، مثمناً أيضاً جهود وعمل دائرة شؤون اللاجئين ورئيسها الدكتور أحمد أبو هولي الذي يعمل بكل جهد ودون كلل أو ملل من أجل تعزيز صمود المخيمات كما أنه يضع ضمن رؤيته من أجل تعزيز صمود شعبنا الفلسطيني دون المساس بحقوقه الوطنية وأبرزها حق العودة والحفاظ على تفويض "الأونروا" ومكانتها. 
حميد: يجب الاستفادة من التجربة اليابانية المتميزة
بدوره شكر محافظ محافظة بيت لحم اللواء كامل حميد، الوكالة اليابانية للتنمية على الدور الذي تلعبه في دعم الشعب الفلسطيني كما ثمن جهود وعمل دائرة شؤون اللاجئين.
ووجه التحية لشعبنا ولأهلنا في المُخيمات عموماً ومُخيم عايدة خصوصاً كما حيا الأسرى وعائلات الشهداء والمهجرين واللاجئين، مشدداً على أن حق العودة هو حق مكفول بالشرعية الدولية ولا يمكن لأحد أن يتنازل عنه. 
وعبر المحافظ حميد عن تقديره لهذا المشروع الذي يهدف لتمكين أهلنا في المُخيمات للحفاظ على حق العودة من خلال تعزيز صمود المُخيمات وصمود "الأونروا" كما انه سيحسن الصمود داخل المُخيمات ويرفع الكثير من الأعباء عن أهالي المُخيم ويتكامل ويساعد في المهمة الوطنية والسياسية حتى تحقيق حق العودة كما عبر عن سعادته بما استمع إليه من مسؤولي جايكا ودائرة شؤون اللاجئين حول المشروع وتأكيده على الحقوق السياسية. 
ودعا حميد الجميع للعمل بشكل موحد من أجل توفير احتياجات وأولويات المُخيم حيث سينجم عن هذا المشروع خطة عمل يقوم بوضعها أهالي المُخيم وممثليه وهو ما يشكل سابقة في فتح المجال أمام أبناء شعبنا لاختيار أولوياتهم كما ثمن المحافظ حميد جهود وعمل دائرة شؤون اللاجئين لوصولها لهذا المستوى من العمل برؤية وجهد بالشراكة مع الأصدقاء في اليابان. 
وشكر محافظ بيت لحم اليابان وشعبها الذي عانى جراء الحروب أيضاً، مشيراً الى ما عايشته اليابان بعد الحرب العالمية الثانية وتعرضها للقنبلة النووية إلا أنها بإرادتها أصبحت الآن من أكثر الدول تقدما شاكراً إياهم على دعمهم وتمويلهم لهذه المشاريع الى جانب مواقفهم السياسية التي تدعم الحق الفلسطيني وتسعى لتعزيز السلام العادل وبالتالي لا بد من الاستفادة من تجربتهم. 
الوكيل حمام: المشروع سيساهم بتحسين حياة اللاجئين ويحافظ على حقوقهم واهمها حق العودة
من جهته نقل وكيل دائرة شؤون اللاجئين الدكتور أنور حمام تحيات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين  الدكتور أحمد أبو هولي مشيرا الى ان اطلاق هذا المشروع جاء لتحسين الظروف المعيشية داخل المُخيمات وهو المُخيم التاسع الذي يتم فيه اطلاق المشروع، مؤكدا انه يحافظ على مكانة والتفويض الخاص بالاونروا ولن يعمل في اي منطقة او تخصص تعمل فيها الأونروا، مشددا على ان استراتيجية عمل الدائرة هي التركيز على حقوق اللاجئين من خلال مقاربات حقوقية تخص اللاجئين بدء من القرار ١٩٤ وكل القرارات التي تركز على حقوق اللاجئين. 
كما شدد حمام على آن الدائرة تعمل على تمكين اللاجئين في كل نواحي الحياة الى جانب المقاربة التشاركية من خلال العمل التشاركي من خلال إشراك الناس بتحديد أولوياتهم هذا الى جانب مقاربة العمل على الاعتماد على الذات من خلال الاستثمار في الموارد المحلية بعيدا عن اهدار الموارد معربا عن الامل في تعزيز القدرة على الاستثمار بالموارد المحلية. 
ووجه حمام تحية لاهالي مُخيمات بيت لحم التي تمثل الثقافة والعقل في كل المُخيمات شاكرا هذا الحضور وهذا الابداع في كل نواحي الحياة الوطنية والسياسية والابداعية. 
كما أكد على مواقف دائرة شؤون اللاجئين الداعم لحقوق اللاجئين وعلى راسهم موظفي الأونروا مشيرا الى جهود الدائرة في تثبيت هذه الحقوق من خلال العمل المشترك وتفهم الواقع دون المساس بحقوق اللاجئين ومنهم الموظفين مع تفهم واقع الأونروا المالي وتواجدها خصوصا في القدس مشيرا الى ان الدائرة تتابع الحوار بين ادارة الأونروا واتحاد الموظفين الجاري حاليا. 
ممثل جايكا: المشروع يهدف لتحسين حياة المُخيم وفق اولويات اللاجئين وهو ليس بديلا عن اي جهة
بدورهم اكد ممثلي الوكالة اليابانية للتعاون الدولي جايكا على ان هذا المشروع يعتبر من المشاريع المهمة التي تنفذها الوكالة في اطار الدعم الياباني لفلسطين حيث يقوم المشروع على محورين اساسيان الاول التخطيط والثاني التنفيذ من خلال الشراكة مع المجتمع المحلي - وفق ما قال ماساكي كودو ممثل للوكالة اليابانية للتعاون الدولي خلال حفل اطلاق فعاليات المشروع. 
وتحدث ماساكي كودو عن عمل جايكا وما تقدمه من اشكال الدعم الانمائي التي تقدمها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي “جايكا” مشيرا الى نماذج من الدعم الذي تقدمه لتعزيز وتطوير الحياة الفلسطينية بكافة اشكالها ومواقعها. 
وأوضح ان المشروع يتكون من محورين اساسيان الاول هو التخطيط والثاني هو تنفيذ المشاريع التي يتم اقرارها في الخطة الاستراتيجية للمُخيم التي يتم وضعها حيث يتضمن محور التخطيط امران أساسيان هو معرفة الواقع والثانية سماع اصوات الجهات ذات العلاقة من مواطنين ومؤسسات. 
واشار كودو الى أن اطلاق المشروع في المُخيمات جرى في عام 2017 حيث تم استهداف ثلاث مُخيمات في المرحلة الاولى وفي المرحلة الثانية تم استهداف ثلاث مُخيمات اخرى حيث عمل خبراء جايكا مع دائرة شؤون اللاجئين على اعداد خطط تم تطويرها واعدادها بعد ان وضع اهالي المُخيمات رؤيتهم واحتياجاتهم و اولوياتهم  وضرب امثلة عن المشاريع التي تم اختيارها في المُخيمات التي تم فيها تنفيذ المشاريع، مشيرا الى ان المرحلة الثالثة هي اطلاق  المشروع في ثلاث مُخيمات جديدة ومنها مُخيم عايدة. 
وعبر ممثل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي عن سعادته بما سمعه وشاهده من اهتمام وإبداع في مُخيم عايدة معربا عن ثقته باهالي المُخيم ومؤسساته مشددا ان هذا المشروع بديلا عن تفويض ومكانة الأونروا كما وجه شكره لأهالي المُخيم ومؤسساته ولجنته على حسن الاستقبال كما شكر المحافظ حميد على تفهمه وإصراره على معرفة تفاصيل المشروع هذا الى جانب توجيه الضيف الياباني شكر خاص لدائرة شؤون اللاجئين على حسن تعاونها وعملها مع جايكا". 
أبو كشك يتحدث عن فكرة المشروع وإطلاقه
من ناحيته قدم ياسر أبو كشك مدير عام المُخيمات شرحاً عن تجارب المُخيمات الستة في المشروع حيث تحدث عن نماذج وتجارب متعددة وشدد على أهمية الشراكة في وضع الخطط للمُخيم هذا العام بما يضمن تعزيز صمود اللاجئين. 
وأشار الى أن دائرة شؤون اللاجئين رست الفكرة والتجربة في المُخيمات وترى في تعميمها على كل المُخيمات وسيلة مهمة من اجل النهوض بواقع المُخيم وتعزيز قدرة اللاجئين على العيش بكرامة ليكونوا قادرين على مواصلة الطريق حتى تحقيق حقوقهم الوطنية وعلى راسها حق العودة.
وادار أبو كشك الحوار مع الحضور من أهلي المُخيم وضيوفه حيث تحدث خلال الجزء الحواري بالمُخيم عضو المجلس المركزي ابو خليل اللحام الذي تحدث عن أهمية المشروع في ظل استهداف وكالة الغوث الأونروا وتقليص الخدمات مشيرا الى ان هذا استهداف للاجئين وقضيتهم كما تطرق اللحام الى اهمية العمل الجماعي. 
كما تحدث عن المُخيمات الفلسطينية غير المعترف بها داعيا الى العمل بكل جهد لتنفيذ المسوحات واشراك الجميع وجعل هذا المشروع مبرمج مثمنا تعاون جايكا مع العنوان السياسي لقضية اللاجئين وهي دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير كما ثمن هذا الاستهداف الايجابي من قبل جايكا للمُخيمات من اجل تعزيز صمودهم من خلال السعي لحلول ايجابية. 
فعاليات ومحاضرات تعريفية وعرض دبكة شعبي
وخلال فعاليات اطلاق المشروع تم تقديم عروض تقنية عن الخطوط العريضة للمشروع كما وتم عرض البرنامج وعرض منهج البحث الاجتماعي ومنهجيته كما تم فتح باب الأسئلة والاجوبة حول ما سيتم تنفيذه خلال المشروع.