أمن وقضائيات >أمن وقضائيات
“تأجير وبيع أخبار”… الكشف عن شبكة إسرائيلية تمتهن التضليل الإعلامي
“تأجير وبيع أخبار”… الكشف عن شبكة إسرائيلية تمتهن التضليل الإعلامي ‎الاثنين 20 02 2023 20:50
“تأجير وبيع أخبار”… الكشف عن شبكة إسرائيلية تمتهن التضليل الإعلامي

جنوبيات

كشف تحقيق صحافي نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية عن جماعة مقرّها إسرائيل تعمل في مجال “بيع وتأجير الأخبار”، وفق ما نقلت شبكة “بي بي سي”.

وجاء هذا الموضوع بعد إيقاف صحفي كبير في قناة إخبارية تلفزيونية رائدة في #فرنسا، إذ أفادت تقارير بأن رشيد مباركي، البالغ من العمر 54 عاماً والذي يحظى بالاحترام كونه أحد المخضرمين في قناة “بي إف إم”، قد تم إعفاؤه من مهامه كمذيع ليلي.

وكشف التحقيق الذي أجرته “لوموند” بالاشتراك مع منظمة “قصص محرمة” عن مزيد من التفاصيل حول ما يبدو أنه نظام جيد التنظيم للفساد وشراء النفوذ في وسائل الإعلام الدولية.

ووفقاً للتحقيق، نشر مباركي تقارير حول مجموعة متنوعة من الموضوعات – مثل اليخوت الفاخرة في موناكو، وزعيم معارضة سوداني، ومزاعم بالفساد في قطر – بينها عامل مشترك، وهو أنها زُرعت من قبل جماعة مقرها إسرائيل متخصصة في ما يُعرف باسم “أخبار للتأجير”.

من جهته، نفى مباركي تقاضيه أجراً مقابل بث القصص الإخبارية، لكنه أقر بتجاوز عمليات التدقيق التحريرية لبي إف إم، قائلاً إن “التقارير عرضت عليه من قبل وسيط، وأنه مارس حكمه المهني الخاص في اختيار استخدامها”.

“فريق خورخي”… من هو؟
لكن المحققين يقولون إن لديهم أدلة على أن أصل القصص يرجع إلى “فريق خورخي”، وهي عملية مقرها تل أبيب، يديرها ضابط سابق في القوات الخاصة الإسرائيلية، اسمه تال هانان.


وحسب صحيفة “لوموند” ومنظمة “قصص محرمة”، فإن “فريق خورخي” أحد عدّة لاعبين في عالم متنام من مرتزقة المعلومات المضللة، وهم خبراء بالقطاع الخاص في شؤون الاستخبارات، يستخدمون الإنترنت للإضرار بسمعة عدو أو التأثير على انتخابات، وذلك مقابل أموال.

وللوصول إلى “فريق خورخي”، تظاهر ثلاثة صحفيين من منظمة “قصص محرمة” بأنهم عملاء محتملون يسعون إلى تشكيل الرأي في دول أفريقية ناطقة بالفرنسية نيابة عن شركة كبرى متعددة الجنسيات.


وبعد مفاوضات مطولة، رتبوا أخيراً اجتماعاً وجهاً لوجه وحصلوا على ما يرقى إلى عرض أسعار.

وزعم هانان أنه تدخل في أكثر من 30 انتخابات، وأن لديه إمكانية الوصول إلى البريد الإلكتروني وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي لشخصيات أفريقية بارزة.

وكان محور عرض “فريق خورخي” منصة تسمى “حلول وسائط التأثير المتقدمة”، والتي تولد عشرات الآلاف من الهويات المزيفة بحسابات في “فايسبوك” و”تليغرام”. ثم تنشر هذه الحسابات محتوى حملة دعائية.

وحدد المحققون حوالي 20 حملة دولية مختلفة يعتقدون أن “فريق خورخي” نظمها.

ومن بين المواد المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، لاحظ المحققون بشكل خاص تقريرين إخباريين تلفزيونيين بالفرنسية يُزعم أنهما تم عرضهما عبر بي إف إم.

وبعد التحقق من إدارة بي إف إم، حصل المحققون على تأكيد: لقد عرضت التقارير في وقت متأخر من الليل على القناة، ولكن دون علم فريق التحرير.

وعند هذه النقطة، يوم 11 كانون الثاني، تم استدعاء مباركي وإيقافه عن العمل.

ما هي التقارير المفبركة؟
وكان أول التقارير حول عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا، وتأثيرها على تجارة اليخوت الفاخرة في موناكو.

وزعم التقرير أن 10000 وظيفة في خطر، وأن الصناعة ناشدت الأمير ألبرت للتدخل نيابة عنها. ولم يتم إثبات أي من ذلك.

أما التقرير الثاني، الذي تم بثه منتصف كانون الأول، فكان حول حملة منشورات في باريس تتهم المدعي العام السابق في قطر بالفساد. وحين تُبث تقارير إخبارية في الساعات الأولى من الصباح، من الممكن ألا ينتبه أحد إليها تقريباً.

لكن ذلك تغيّر عندما التُقطت التقارير بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي والهويات المزيفة لفريق خورخي. وفجأة انتشرت تلك التقارير الإخبارية على نطاق واسع.

ومن خلال ما يبدو أنه زرع تقارير في تلفزيون فرنسي واسع الانتشار، أصبح بوسع المنظمين أن يعززوا، بشكل لا يُقاس، مصداقية ما كان لولا ذلك ليكون ثرثرة لا أساس لها.

كما يعني ذلك أن فريق خورخي لديه دليل لعملاء المستقبل على قدرته على التغلغل في وسائل إعلام غربية.

وعرض برنامج مباركي، في وقت متأخر من الليل، أيضاً تقارير عن جنرال سوداني كان يفكر في الترشح للرئاسة، ومعرضاً تجارياً في إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه.

وفي التقرير الثاني، تم استبدال اسم الإقليم بمصطلح “الصحراء المغربية” المشحون سياسياً.

والمنطقة موضوع نزاع إقليمي طويل الأمد بين المغرب والسكان الصحراويين، بقيادة جبهة البوليساريو.

من يقف خلف “خورخي”؟
ووفقاً لصحيفة “لوموند” ومنظمة “قصص محرمة”، مازالت هويات الأشخاص أو الجهات التي كلفت فريق خورخي بالحملات المشتبه بها غامضة.

وخلص التحقيق إلى أن بعض الحملات قد تمت بتكليف من حكومات، لكن معظمها – مثل قصة اليخوت – ربما تم طلبها بناء على مصالح خاصة.

ويقول المحققون إن في هذا مؤشرا مقلقا على النمو المطرد في مجال الأخبار الكاذبة.

المصدر : جنوبيات