بأقلامهم >بأقلامهم
"التمثال والخلطة السحرية"!
هذه القصّة أخبرنيها رجل أمن مخضرم من إحدى الدول العربيّة بعد أن أحيل على التقاعد، ومفادها: يُحكى أنّ فنّانًا عربيًّا يعمل نحّاتًا وهو متخصّص في صنع التماثيل. وذات يوم قام بصنع تمثال أسماه "مسؤول" ووقف في السوق ينادي:
المسؤول بدولار.. المسؤول بدولار.. تعال واشترِ المسؤول بدولار.
وفجاة استوقفه أحد الضبّاط في المخابرات وسأله: هل أنت صنعت هذا التمثال؟
الفنّان: نعم سيّدي!
الضابط: وبڪم سعر الواحد؟
الفنّان: بدولار واحد فقط.
الضابط (وبتعجّب): معقول التمثال بدولار واحد؟ لمَ هذا التدنّي بالسعر، وممَّ تمّ صنع التمثال؟
الفنّان: من ماء ورمل وبعض من القمامة، سيّدي!
قام الضابط، وبشكل هستيريّ، باعتقال الفنّان وزجّه بالسجن بعد أن أوسعه ضربًا وتعذيبًا.
وبعد فترة من الزمن أُطلق سراحه، شريطة أن لا يصنع التماثيل ويبيعها مرّة ثانية.
بيد أنّه، وبعد مدّة، عاد إلى السوق وبحوزته بعض التماثيل.
وصار ينادي: المواطن بدولار.. تعال واشترِ المواطن بدولار.
الضابط نفسه رآه مجدّدًا فاقترب منه وسأله: بڪم سعر المواطن؟
الفنّان: بدولار.
الضابط: ممتاز، وممَّ هو مصنوع؟
الفنّان: من ماء ورمل سيّدي!
الضابط: ولماذا ليس هناك قُمامة؟
الفنّان: إذا وضعنا القمامة بالخلطة يصبح التمثال مسؤولًا، سيّدي...
إنّها الخلطة السحريّة في دهاليز السياسة الجهنّميّة، إذ يجب أن يتميّز بعض المسؤولين بخلطة تليق بهم وبتصرّفاتهم تجاه الشعب.
فهل هناك خلطة تليق أكثر من القمامة؟
الجواب الكافي عند المواطن الحافي، فهل سترفع الغمامة عن عينيه، فيبصر ماذا لديه؟