عام >عام
المؤتمر العام السابع لـ«فتح» أعاد انتخاب الرئيس عباس رئيساً للحركة: للمحافظة على القرار الوطني المستقل
المؤتمر العام السابع لـ«فتح» أعاد انتخاب الرئيس عباس رئيساً للحركة: للمحافظة على القرار الوطني المستقل ‎الأربعاء 30 11 2016 09:16
المؤتمر العام السابع لـ«فتح» أعاد انتخاب الرئيس عباس رئيساً للحركة: للمحافظة على القرار الوطني المستقل
عباس متحدّثاً بعد إعادة انتخابه رئيساً لحركة «فتح»

هيثم زعيتر

سيحدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء اليوم (الأربعاء) خارطة طريق لحركة «فتح» والقضية الفلسطينية خلال الكلمة السياسية التاريخية الشاملة والهامة، التي أرجأ إلقاءها من مساء الأمس، إفساحاً في المجال أمام كلمات الوفود المشاركة في أعمال المؤتمر العام السابع للحركة، الذي افتُتِحَ في «قاعة أحمد الشقيري» بمقر الرئاسة في رام الله، بمشاركة أعضاء يمثّلون الحركة في أماكن انتشارها و60 وفداً فلسطينياً وعربياً ودولياً من 28 دولة، وفي طليعتهم ممثّلون عن حركتَيْ «حماس» و»الجهاد الإسلامي».
وسيتناول الرئيس عباس في كلمته المطوّلة التي تقع في 60 صفحة فولسكوب، قراءة نقدية لواقع حركة «فتح» منذ المؤتمر السادس الذي عُقد في آب 2009 وحتى اليوم، وأيضاً المراحل التي مرّت بها القضية الفلسطينية، خاصة لجهة العمل على إنهاء الانقسام، وتحقيق اعتراف دولي بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة، وكشف زيف الاحتلال الإسرائيلي برفضه تنفيذ الاتفاقات والمعاهدات والمواثيق الدولية والاستمرار في اعتداءاته وسياسة بناء المستوطنات، واعتقال الأسرى الفلسطينيين.
والتأكيد على مواصلة الجهود من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، التي اعترف بها العالم في مثل هذا اليوم من العام 2012، بعدما تحوّل في العام 1977 إلى يوم للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، بديلاً عن قرار تقسيم فلسطين الذي اتخذ في اليوم ذاته من العام 1947.
وأيضاً الحديث عن النقاط الرئيسية، ومنها أنّ مَنْ اغتال الرئيس ياسر عرفات معروف، وأنّه سيكشف عن ذلك في أقرب وقت.
انعقاد مؤتمر «فتح»، يأتي في ظل ظروف بالغة الدقة، ويؤكد على تجديد الشرعية الفلسطينية والانتقال النوعي للحياة الفلسطينية، الذي يُعتبر الأهم منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية قبل 52 عاماً.
افتتح المؤتمر أعماله صباحاً، حيث أعاد المشاركون انتخاب الرئيس عباس رئيساً لحركة «فتح» بالإجماع، وفق توصية اللجنة المركزية بإجماع الأعضاء في ترشيحه للرئاسة.
وتوجّه الرئيس «أبو مازن» إلى أعضاء المؤتمر والفتحاويين قائلاً: «أنتم الآن تؤكدون بوجودكم هنا وبإصراركم الملتزم على التشبث بفتح والتمسك بها وببرنامجها الوطني، إن فتح ستبقى غلابة، ولن يتوقف تيارها الهادر قبل أن تتحقق أهدافها بالتحرر والاستقلال والدولة المستقلة ذات السيادة».
وأضاف الرئيس: «أحييكم جميعا أيها الأعزاء، أحيي أبناء فتح في القدس العاصمة، في غزة الأبية والضفة الصامدة ومخيّمات الشتات المتقدة بروح العودة وفي كل شبر في المعمورة كل يوم الى زهرة المدائن عاصمتها الأبدية التي لن نرضى عنها بديلا، وإنني على ثقة أيها المناضلون الاحباب إنكم ستكونون في مؤتمرنا الذي نبدأه اليوم، كما كنتم دوما على قدر المسؤولية، وعلى قدر فتح، لكي تكون مخرجات مؤتمرنا هذا تأسيسا لمواصلة الانطلاق نحو سماء اهدافنا الوطنية».
وقال: «إن المؤتمر السابع هو مؤتمر القرار الوطني المستقل والبناء والتحرير والوحدة الوطنية»، مرحّباً بـ 60 وفداً يمثّلون 28 دولة شقيقة وصديقة يشاركون في فعاليات المؤتمر.
وأعلن عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر حسين الشيخ، عن اكتمال النصاب القانوني لانعقاد المؤتمر السابع، مشيراً إلى أنّ عدد الأعضاء بلغ 1411 عضواً، يمثّلون الضفة الغربية، قطاع غزة، القدس، والشتات الفلسطيني بما فيه لبنان،  حضر منهم 1320 عضواً وغاب وغياب 88 عضواً.
وقد رفضت سلطات الاحتلال السماح لـ64 عضواً من أعضاء المؤتمر مغادرة قطاع غزّة من بين 350 للمشاركة في أعمال المؤتمر، ومن بينهم أسرى محرّرون، وكذلك مُنِعَ عدد من أعضاء المؤتمر من لبنان وخارجه من الوصول إلى رام الله.
وأعلنت اللجنة التحضيرية انتهاء أعمالها.
وجرى انتخاب هيئة رئاسة للمؤتمر، تضم: عبدالله الإفرنجي رئيساً، انتصار الوزير «ام جهاد» نائباً للرئيس، أنس الخطيب عضواً، ومحمود ديوان مقرّراً.
استُهلّت الجلسة الصباحية بالنشيد الوطني الفلسطيني، وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء، ثم جرى التثبّت من عضوية المؤتمر.
وفي الجلسة المسائية الحاشدة لافتتاح أعمال المؤتمر، اتشح المشاركون بالكوفية الفلسطينية، حيث تحوّلت إلى مناسبة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وأُلقيت خلال الجلسة المسائية سلسلة من الكلمات، أبرزها كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، تلاها نيابة عنه النائب في المجلس التشريعي عن الحركة أحمد الحاج علي، وأكد فيها «جهوزية كل مقتضيات الشراكة مع حركة «فتح» وجميع الفصائل والقوى والشخصيات الوطنية، لمصلحة شعبنا ودولتنا وصالح نضالنا ومعركتنا مع الاحتلال».
كما كانت كلمة لممثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ألقاها نيابة عنه ممثله الشخصي، مؤكداً أن «فتح» هي الضمان الأفضل لتحقيق التطلعات الوطنية للشعب الفلسطيني، وإحقاق الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وأبرز تلك الحقوق حق تقرير المصير والدولة المستقلة، والكرامة والحرية، ومن ثم توالت كلمات ممثّلي الوفود المشاركة.
هذا، ويتابع المؤتمر أعماله على مدى 5 أيام، حيث يتوقع أنْ يطاله التمديد للتمكّن من إنجاز جدول أعماله بما في ذلك انتخاب 18 عضواً للجنة المركزية و80 عضواً للمجلس الثوري.