بأقلامهم >بأقلامهم
اللواء عباس إبراهيم.. حساباتهم كانت على مقياس تمديد أما نجاحك فيبقى على امتداد الوطن والزمن
جنوبيات
كان عليك ألا تكون رمزاً لبنانياً عربياً ودولياً كي يتمسكوا بك،كان عليك ألا تكون ناجحاً وساطعاً طيلة ١٣ عاماً كي يحاولوا الحفاظ عليك،كان عليك ألا تكون عباس ابراهيم اللواء الذي حرّر المخطوفين وترضت عليه الراهبات ودعت له بطول العمر والثبات على الإيمان بالوطن.
أيها اللواء عباس ابراهيم،لم يكن عليهم تكريمك في نيويورك ولا منحك الأوسمة والألقاب والدروع كي لا يتوجس منك من كان يتربص بك،المطلوب كان أن لا تنجح في مهمتك،المطلوب كان أن تفشل عدة مرات في تحقيق ولو لحظة مضيئة في خدمتك للبنان،المطلوب كان أن لا تصدق في وعودك للبنانيين وربما المطلوب كان أن لا تشكل غريماً لأحد أو أن تشكل تهديداً لكرسي أحدهم يريده حجماً له فيما أنت كنت ستعطيه الحجم الوطني الحقيقي بل بالأحرى أن لا تكون رجل دولة حقيقي لكل لبنان كي يخجل أحدهم بعد مماطلته وتسويفه وتمريره الوقت وتفريغه لمراكز القيادة في المؤسسات،فهل كان عليك أن تكون اللواء عباس ابراهيم بالله عليك؟
وقفت صنديداً طيلة الأزمات من الكورونا إلى انفجار بيروت الإجرامي إلى الإنهيار المالي والإقتصادي وواصلت جهودك دون كللٍ أو مللٍ بالسفر وحشد الدعم للبنان فكنت المرحب به دولياً وعربياً في وقت لم يعد أحد يكلمنا أو يرغب برؤيتنا،فلست أنت من خان الشعب وضحك عليه وباعه الشعارات بل ضحيت من أجل وطنك لبنان وصمدت في أحلك الظروف تنظيماً وأمناً واحتراماً للشعب اللبناني.
من وقفت إلى جانبهم ودعمتهم تنكروا لك لأجل الكراسي.لا تقلق فالله يرى كل شيء،إنهم لا يدركون بأنهم خانوا أنفسهم لأنهم بوطقة فاشلة وجماعتهم جماعة الشعارات الفارغة وإلقاء اللوم في فشلهم على الآخرين فلا طاقة منهم ولا جمهورية فيهم وأقصى ما عندهم هو التوسل للشعب كي يتحملهم والنجاح يكشف عوراتهم،تهرّبوا منك لأن رياحك ترفع عنهم الملاءة وتجعلهم يرتجفون برداً من كذبهم ونفاقهم على الشعب اللبناني وتُظهرهم على حقيقتهم الشنيعة،فأنت كنت الحل لكل مشكلة فيما هم كانوا المشكلة في كل حل،عرقلوا الدولة وعرقلوا الإقتصاد وعرقلوا العجلة الإقتصادية إلى أن كفر بهم الشعب واشمئز منهم المجتمع الدولي.
لو أنك فقط طير لا يغرد خارج السرب،لو أنك فقط جزء أو حتى جُزَيء من المنظومة الفاسدة التي أوصلتنا إلى الإنهيار وإلى جهنم لكانوا ابتدعوا الحلول واخترعوا القوانين واجتهدوا التشريع والتنفيذ،لكن،هيبتك أرعبتهم ومخططهم بإفراغ المؤسسات الأمنية من القيادات الفذة بدأ يتحقق فتكالبوا على الوطن واستكبروا أمن المواطن واجتمعوا على نشر الفوضى والشرذمة كي يحموا رؤوسهم فلم يجدوا مخرجاً إلا منك!