بأقلامهم >بأقلامهم
قاعدةُ التسعةِ والتسعينَ!
جنوبيات
يُروى في سالف العصر والأوان أنّ أحد الملوك سأل وزيره الحكيم: لماذا أجد خادمي سعيدًا أكثر منّي في حياته وهو لا يملك شيئًا، وأنا لديّ المُلك والجاه وأملك المال الكثير ولي عزوة كبيرة، ولكنّي متكدّر المزاج؟
فأجابه الوزير بقلبه السليم وفكره الحكيم: جرِّب معه قاعدة التسع والتسعين.
فقال الملك: وما هي قاعدة ال99؟ ردّ الوزير قائلًا: ضع 99 دينارًا في صرّة عند باب خادمك في الليل، واكتب على الصرّة 100 دينار هديّة لك، واطرق بابه، ثمّ تخفَّ، وانظر ماذا سيحدث.
فعلَ الملك ما قاله له الوزير وراح يترقّب، فأخذ الخادم الصرّة فلمّا عدّها قال:
"لا بدّ أنّ الدينار الباقي وقع في الخارج". وخرج وأهل بيته كلّهم يبحثون عن الدينار، حتّى انقضى الليل كلّه وهم يبحثون. فغضب الأب لأنّهم لم يجدوا هذا الدينار الناقص، وثار عليهم بسببه بعد أن كان هادئًا.
هذا وأصبح الخادم في اليوم الثاني متكدّر المزاج ومتلبّد البال لأنّه لم ينم الليل، وذهبَ إلى الملك عابس الوجه وناقمًا على حاله.
عندها علمَ الملك ما معنى قاعدة الـ 99. وهي أنّنا ننسى (ال99 نعمة) التي وهبنا الله إيّاها ونقضي حياتنا كلّها نبحث عن نعمة مفقودة، ونفتّش عمّا لم يقدّره الله لنا، ومنعَه عنّا لحكمة يعلمها هو ولا نعلمها نحن، ونكدّر أنفسنا، وننسى ما نحن فيه من نِعم.
صفوة القول: "استمتعوا بالتسع والتسعين نعمة، واسألوا الله من فضله واشكروه على نعمه التي لا تُعدّ ولا تُحصى،مصداقا لقوله تعالى:
"وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها".
فبالشكر تدوم النعم.