عام >عام
الرئيس عبّاس في كلمة تاريخية بمؤتمر «فتح» السابع: سنذهب إلى مجلس الأمن لنطالب بالعضوية الكاملة
الخميس 1 12 2016 09:21هيثم زعيتر
أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس خارطة طريق شاملة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والخطوات التي ستتخذها حركة «فتح» و«منظمة التحرير الفلسطينية» لترتيب البيت الداخلي وبناء المؤسّسات والعلاقات مع الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي، وإجبار وقف التطرّف الإسرائيلي، حيث «لن يدوم اعترافنا بإسرائيل للأبد».
وخصّ الرئيس عباس قيادتي السعودية والجزائر بالشكر على الدعم المادي الذي قدّمتاه وتقدّمانه، مؤكداً الاستمرار في بناء الخطوات الأولى، خطوة خطوة، والذهاب إلى مجلس الأمن الدولي بالمطالبة بالعضوية الكاملة للدولة الفلسطينية المستقلة. وأن 2017 هو عام انتهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، مشدّداً على «أننا لن نعترف بدولة يهودية»، وكاشفاً عن «أننا نسعى لبناء علاقات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
مواقف الرئيس عباس التاريخية، التي جاءت كما أشارت إليها «اللواء» في عدد الأمس، حول أنّها ستكون شمولية وسيتطرق فيها إلى كافة القضايا الداخلية والعربية والدولية، لقيت اهتماماً ومتابعة من المعنيين.
وحرص الرئيس الفلسطيني على إطلاق خارطة الطريق خلال جلسة أعمال المؤتمر العام السابع لحركة «فتح» الذي يُعقد في قاعة «أحمد الشقيري» بمقر الرئاسة في رام الله، في يوم الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، بمشاركة ممثلين عن حركة «فتح» داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الشتات، وبحضور 60 وفداً من 28 دولة.
استهل الرئيس «أبو مازن» كلمته بتوجيه التحية إلى الشهداء الذين سقطوا من أجل فلسطين، وإلى داعمي القضية الفلسطينية والأسرى.
وأبرز ما قاله الرئيس عباس في الجلسة المسائية المطوّلة: «إن إنجازات حركة فتح لا يمكن حصرها، وهي مَعلم من معالم التاريخ ونموذج يحتذى به في الصمود والتحدي على مستوى العالم أجمع»، مشددا على أنّ «انعقاد المؤتمر بعد مرور سبع سنوات على المؤتمر السادس الذي عُقِدَ في بيت لحم، هو تجسيد لقناعتنا والتزامنا بدورية انعقاده والحفاظ على حركتنا الديمقراطية وتمسكنا بها في أحلك الظروف وأقساها، فهذه حركة فتح العظيمة، الحركة الرائدة التي نفتخر بها على الدوام».
وتابع: «نعقد مؤتمرنا السابع في هذه اللحظات الدقيقة من عمر ثورتنا وحركتنا لنعلن معاً للعالم أن فتح لم ولن تتخلى عن مبادئها وروحها وهويتها وقرارها المستقل وتواصل مسيرتها نحو تحقيق حلم شعبنا في الحرية والدولة والاستقلال الذي نؤمن أنه سيتحقق قريباً».
وأردف: «إن الذين عادوا من خلال اتفاق أوسلو لا يقل عددهم عن 600 ألف مواطن فلسطيني وعربي، ولا ننكر أن دولة فلسطين ما زالت تحت الاحتلال»، مشيرا إلى أن اتفاق أوسلو وعودة القيادة الفلسطينية أفضى إلى أول انتخابات رئاسية وتشريعية عام 1996 وهو الذي وضع سلطة وطنية فلسطينية، ومشدّداً على أنه تحمل المسؤولية منذ 2005، وأنه على مدى سنوات من المسيرة انتقلنا في قضية شعبنا لمرحلة جديدة من الإنجازات، كان أبرزها الأمم المتحدة.
وأكمل: «وجدنا أن المفاوضات لا تؤدي إلى نتيجة، ولا يجوز أن نبقى واقفين مكاننا، وقررنا في 2011 الذهاب للأمم المتحدة للمطالبة بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة باسم منظمة التحرير الفلسطينية وليس باسم السلطة الوطنية الفلسطينية وذهبنا متحمسين لنحصل على العضوية، وأُفشلنا ولم نتمكن، ومجلس الأمن لم يعطنا الحق في العضوية، لكننا لم نيأس، في 2012 بذلنا جهوداً خارقة وصممنا للحصول على أكبر قدر ممكن من التأييد خوفاً من الفشل، وكان لا بد من العمل ليل نهار».
ومضى الرئيس عباس قائلا: «سنذهب إلى مجلس الأمن الدولي لنطالب بالعضوية الكاملة، وسنسعى مثل عدد من الدول التي ذهبت أكثر من مرة لمجلس الأمن بالرغم من الرفض المتكرر، ومن حقنا أن ننضم إلى 522 منظمة، انضممنا الآن لـ44 منظمة منها «اليونسكو» ومحكمة الجنايات الدولية».
واسترسل بالقول: «تجلت الوحدة الوطنية في أبهى صورها عندما سُمع صوت الأذان في الكنائس رفضاً للقرار الإسرائيلي وتجلت عندما هبّت جماهير شعبنا لإطفاء الكنائس التي أحرقت، وهذه روح شعبنا النبيلة في التصدي لهذا الاحتلال الغاصب، هذا الشعب لن يهزم، وسنظل منغرسين في أرضنا المباركة نعمل ونبني ونناضل حتى تحقيق أهداف شعبنا كافة».
وأكد أن الدولة الفلسطينية المرتقبة ستكون القدس عاصمة لها ومعها غزة، موضحاً: «مددنا أيدينا لإخواننا في حماس وفق اتفاق الدوحة، وندعم الحل السياسي والجامعة العربية تكلف مصر، ومصر قامت بدور وتوعكت لأسبابها الداخلية وتأخرت ولا زالت مسؤولة عن استعادة الوحدة»، ومنوّهاً بأنه قد تكون هناك لقاءات مع حركة «حماس» في قطر في حال دعت الدوحة لذلك.
وأضاف: «المبادرة العربية واضحة وإذا أرادت إسرائيل أن تطبق فنحن جاهزون، وأصبحت المبادرة في مجلس الأمن وبعدها جاءت خطة خارطة الطريق التي تضمنت المبادرة، الآن يحاولون أن يتحايلوا عليها ليبدأوا من الأخير ولن نقبل بذلك، وفي السابق طلبت أميركا مهلة تسعة أشهر لاستئناف المفاوضات وقبلنا ذلك، وطلبنا مقابل ذلك الأسرى، إلا أن بنيامين نتنياهو قسّم الأسرى إلى أربع دفعات وأخرج ثلاث منها وحجز الرابعة»، مشدداً: «نقول للعالم يجب أن يكون هناك حل نهائي على أساس دولتين على حدود الـ67، وفلسطين عاصمتها القدس الشرقية».
واستكمل: «نشكر الدول العربية على مواقفها، وشكر مخصوص للمملكة العربية السعودية والجزائر، اللتين التزمتا معنا ولم توقفا الدعم المالي يوماً. ونحن الآن، بلا شك، حتى انعقاد المؤتمر بذلت جهود خارقة ليعقد ولتمنع العراقيل، وكان لابد أن نعقده خاصة أنه بعد سبع سنوات يجب أن نجدد الثقة والعمل ونسير في مسيرة طويلة نحو النصر، لدينا مهمة أخرى وهي المجلس الوطني ونتشاور مع الإخوة في الفصائل الفلسطينية، وفي أقرب وقت سنعقد اجتماع المجلس الوطني ونجدد الشرعية الفلسطينية».
وكانت قد ألقيت كلمات في جلستي المؤتمر، لاقت صدى إيجابياً وارتياحاً، وفي مقدمها كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، التي ألقاها نيابة عنه النائب في المجلس التشريعي أحمد الحاج علي.
وقد اعتبرت مشاركة «حماس» في المؤتمر إيجابية، وأنّ كلمة مشعل اعتراف صريح بشرعية الرئيس، وتأكيد على الشراكة وحركة «فتح» بالنضال، وهو ما سيساهم، في تعزيز البيت الداخلي الفلسطيني، والمساعدة على استمرار التواصل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية.