بأقلامهم >بأقلامهم
"لا تيأس.. لا تقنط.. ولا تخف"!
جنوبيات
هناك أمورٌ مهما قُمتَ بالتجمّل والتمثيل فيها فلن تستطيعَ الاستمرار في إخفائها، وهي: عقليّتك؛ علمك؛ وأخلاقك.
فعقليّتك هي ميزان تصرّفاتك. وحسن التصرّف واللياقة واللباقة والأناقة معايير التناسب وعناصر النضوج الفكريّ والمجتمعيّ. أضف إلى صدق الأداء المؤدّي إلى التوازن المدروس ما بين العقل والعاطفة.
وعلمك هو بوصلة معرفتك. فالعلم والمعرفة والتعليم هم رافعة المجتمع نحو التطوّر والنموّ والرقيّ. فإيّاك أن تكتم علمك عمّن يستحقّ أن يستفيد منه. فمن تعلّم علمًا وكتمه أُلجم بالآخرة بلجام من نار، كما ورد في الحديث الشريف.
أمّا اخلاقك فهي عنوان ماهيّتك أمام الآخرين. وقد قال الشاعر:
"وإنّما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا".
فإذا أردتَ أن تملكَ الآخرين فأرِهم أخلاقَك، فإنّها جيشٌ يدخلُ بغيرِ سلاحٍ وينتصرُ من دونِ حربٍ.
وعليه، فإنّ العقل النيّر، والعلم المفيد، والأخلاق الحميدة، عناوين قيام المجتمعات البشريّة الصالحة بمقاييس حسن الأداء والانتماء، والنجاج على كلّ الصعد والمستويات الحياتيّة والبنيويّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والتربويّة والصحّيّة والنفسيّة.
حبّذا لو اقتدى السياسيّون بتلك العناوين لكنّا بأفضل الأحوال وعلى خير منوال.
ونختم بالقول الداعي إلى عدم اليأس، والقنوط، والخوف من المجهول ومفاده:
"لا تغرقُ السُفن بسبب المياهِ المُحيطة بها، ولكن بسبب المياهِ الّتي تتسرّبُ إليها. لا تدعْ ما يحدثُ حولَك يُثقل كاهلَك ويُغرقك".