بأقلامهم >بأقلامهم
"من المُعطي نطلب"
جنوبيات
ما الجسد إلّا وعاء توضع فيه روحك، والرّوح لا تشيخ ولا تشيب. ولا يقف الهدوء أمامها حائلًا ولا النّحيب. ولا تخضع للمعالجة ولا من أمهر طبيب. الرّوح من أمر ربّها، وما أوتينا من العلم إلّا قليلًا. فالرّوح من عالم آخر لا يشبه عالمنا بشيء، ولا يعلم بها إلّا الله. فإيّاك أن تحبس روحك في إطار جسدك، فتنطوي على نفسك، وتنتظر الرّحيل عبر قطار العمر.
حلّق في عالم الأمل والتفاؤل، وثق في كلّ خطوة تخطوها نحو تحقيق الطّموح الأمثل.
أعن من يحتاج المساعدة إذا قدّرك الله على ذلك. وامنح المحبّة، وازرع الخير في كلّ مكان يرضى عنه الرحمن.
واعلم أنّ الشّباب الحقيقيّ لا يُقاس بالزّمن وعمر السنين. فالشّباب الحقيقيّ يكمن في قدرتك على المنح والعطاء، والبذل والسّخاء، لتؤمّن جوًّا من الصفاء والنّقاء.
وليكن شعارك اليوميّ الأمل والتفاؤل بالغد الأفضل، والحبّ والعطاء بلا منّة.
ولتكن رمزيّة تعاملك مع الآخر كالنّور الذي يُستضاء به.
ولإسقاط هذه الروحيّة على معطيات ما يحصل في وطننا الغالي، نتمنّى أن يحلّ السّلام والأمان والاستقرار والطّمأنينة الدّائمة والمحبّة على كلّ من يبادر بصدق إلى المساعدة، لا المواعدة، والتّقارب، لا المباعدة.
على أمل أن نلقى آذانًا صاغية، وعقولًا واعية، وقلوبًا صافية.
من المُعطي الوهّاب نطلب ،وهو القائل في مُحكم التّنزيل:
"فإذا فرغت فانصَب، وإلى ربّك فارغَب".
(صدق الله العظيم).
أجب دعاءنا بكرمك يا مولانا،
والحمد لله ربّ العالمين ...