عام >عام
انطلاق قمة «التعاون الخليجي» في البحرين
لقرارات هامة: مكافحة الإرهاب والتدخّل الإيراني والتكامل الاقتصادي والأمني
الأربعاء 7 12 2016 08:09المنامة - هيثم زعيتر:
تشخص الأنظار إلى عاصمة مملكة البحرين، المنامة، حيث انطلقت أعمال الدورة «السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية» بلقاء قادة دول مجلس التعاون.
وسلّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئاسة الدورة إلى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
ويشارك في أعمال الدورة إلى الملكين سلمان وحمد، أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ووفد سلطنة عمان برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في السلطنة السيد فهد بن محمود آل سعيد.
وناقش القادة الخليجيون ملفات هامة يُتوقّع أنْ تتضمّنها الرؤية المشتركة التكاملية في القرارات، التي ستصدر عن القمة اليوم (الأربعاء)، بما يعزّز الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية والثقافية والإعلامية والمواطنية في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة.
وأكدت مصادر مطلعة لـ»اللـواء» أنّه يُنتظر أنْ تخرج القمة الخليجية التاريخية بقرارات ملموسة تواكب حجم المطلوب منها لتوضيح المواقف الخليجية تجاه الملفات الدقيقة والحسّاسة، وفي مقدّمها:
- مواجهة الإرهاب، حيث تتفق دول الخليج على ذلك، على أنْ يكون هناك تعاون من المجتمع الدولي لمحاصرة الإرهاب وتجفيف منابعه وعدم السماح بتمدّده إلى دول أخرى، فضلاً عن الاوضاع في اليمن وسوريا والعراق والقضية الفلسطينية.
- موقف خليجي موحّد من إيران ومنع استمرار التدخّل في شؤون بلدان الخليج.
- ملف العلاقات الخليجية مع الولايات المتحدة الأميركية، خاصة أنّ الإدارة الحالية «تلملم» أوراقها لمغادرة البيت الأبيض مع تسلّم الرئيس دونالد ترامب الرئاسة بمعاونة فريق عمله، والعمل على تعزيز التعاون، بعدما أثّرت الإدارة الأميركية سابقاً سلباً على المنطقة خاصة، من خلال «الاتفاق النووي الإيراني».
- التعاون العسكري لمتابعة ما جرى خلال السنوات الماضية بتشكيل «درع الجزيرة»، والعمل على توحيد الجيش الخليجي، الذي تم الحديث عنه تحت قيادة خليجية مشتركة.
- تفعيل التعاون في إدارة ملف الإعلام من قِبل الأمانة العامة في مجلس التعاون الخليجي بما يخدم قضايا أبناء الخليج والعالم العربي والإسلامي.
- على أنّ الملف الهام جداً هو الملف الاقتصادي بتشعّباته، بما يؤمّن رفاهية المواطن الخليجي الذي استطاع التنقّل في الدول الخليجية كافة من خلال بطاقة الهوية، وتفعيل ذلك إلى توحيد نظام العمل الموحّد، الاتحاد الجمركي، العملة الموحّدة وصولاً إلى السوق المركزي الخليجي.
ويتم التركيز بين القادة الخليجيين على استمرار تثبيت خطوات تحقيق الحلم بالإعلان عن «الاتحاد الخليجي».
الملك حمد
وانطلقت أعمال القمة بكلمة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، مؤكداً أنّ «اجتماع الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية يأتي في ظل ظروفٍ سياسية واقتصادية غير مسبوقة تواجه دول العالم أجمع، الأمر الذي يتطلب منا أعلى درجات التعاون والتكامل، ليحافظ مجلسنا على نجاحه المستمر ودوره المؤثر على الساحة العالمية».
وشدّد على «أن مجلس التعاون في ظل ما وصل إليه من تكامل مشهود، لم يعد أداة لتعزيز مكتسبات شعوبنا فقط، بل أضحى صرحاً اقليمياً يبادر إلى تثبيت الأمن والسلم الإقليمي والدولي، عبر دوره الفاعل في وضع الحلول والمبادرات السياسية لأزمات دول المنطقة، ومنع التدخلات الخارجية في شئونها الداخلية».
وأعرب الملك حمد عن خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية على جهوده الكبيرة خلال أعمال الدورة الماضية التي تشرفت برئاسته الحكيمة ورؤيته النيرة، والتي ساهمت بشكل واضح في تطوير توجهات مرحلة العمل المقبلة، منوها بالجهود الحثيثة لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومساعيهم المخلصة في تثبيت أركان هذا الكيان التاريخي الراسخ والمعبّر عن مصالحنا المشتركة ومستقبلنا الواعد.
وتابع: «يتأكد لنا يوماً بعد يوم بأن الأمن والتنمية محوران متلازمان، وأن مواصلة دولنا في تطوير وتفعيل الاتفاقيات الدفاعية والأمنية لمواجهة كافة أشكال التهديدات والارهاب، هو السبيل لحفظ سلامة أوطاننا وأمن شعوبنا وحماية منجزاتنا».
ولفت إلى أن «تمرين (أمن الخليج العربي/واحد)، الذي تشرفت مملكة البحرين باستضافته، الشهر الماضي، قد شكّل بمشاركة نخبة من القوات الأمنية الخليجية، نقلة رائدة ومطلوبة على طريق دعم التعاون الأمني بين دولنا، لما شهده من تنفيذ محكّم وتنظيم دقيق، وبوعي يقظ لحجم المخاطر الأمنية التي تحيط بدولنا».
وشدّد ملك البحرين ختاماً على أنّ «تفوّق دولنا في مواجهة فوضى التطرف والارهاب، يأتي بتوفيق من الله سبحانه، وبفضل صبركم وحكمتكم في تقويض هذا الخطر ونجاحكم في مواجهته، وقد كان عزمكم المخلص والجاد، سبباً في المحافظة على الازدهار والتنمية والتطوير، والذي حذت حذوه الكثير من الدول المتطلعة للاستقرار والسلام».
الملك سلمان
من ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كلمة أكد فيها أنّ الواقع المؤلم الذي تعيشه بعض من بلداننا العربية من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية والتدخلات السافرة، ما أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها.
وأبدى الملك سلمان ارتياحه لما قامت به الأجهزة المختصة في مجلس التعاون من عمل جادٍ خلال العام المنصرم وفق الآليات التي أقرها المجلس، والتي تهدف إلى الارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق، ومن ضمنها قرار إنشاء هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية التي باشرت أعمالها مؤخراً تعزيزاً للعمل المشترك في المجالات الاقتصادية والتنموية.
وأضاف: «لا يخفى على الجميع ما تمر به منطقتنا من ظروف بالغة التعقيد، وما تواجهه من أزمات تتطلب منا جميعاً العمل سوياً لمواجهتها والتعامل معها بروح المسؤولية والعزم، وتكثيف الجهود لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار لمنطقتنا، والنماء والازدهار لدولنا وشعوبنا، وما زالت الجهود مستمرة لإنهاء الصراع الدائر هناك بما يحقق لليمن الأمن والاستقرار تحت قيادة حكومته الشرعية، ووفقاً لمضامين المبادرة الخليجية، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن رقم ( 2216 )، مشيدين بمساعي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة».
وحول سوريا، قال خادم الحرمين الشريفين: «يؤلمنا جميعاً ما وصلت إليه تداعيات الأزمة هناك، وما يعانيه الشعب السوري الشقيق من قتل وتشريد، مما يحتم على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لإيقاف نزيف الدم، وإيجاد حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار ، وحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية».
واختتم خادم الحرمين الشريفين كلمته بأنّه «على الرغم مما حققه المجلس من إنجازات مهمة، إلاّ أننا نتطلع إلى مستقبل أفضل يحقق فيه الإنسان الخليجي تطلعاته نحو مزيد من الرفاه والعيش الكريم، ويعزز مسيرة المجلس في الساحتين الاقليمية والدولية من خلال سياسة خارجية فعالة تحقق الأمن والاستقرار للمنطقة، وتدعم السلام الإقليمي والدولي».
أمير الكويت
من ثم شدّد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد في كلمته على أن تحدي الارهاب يتطلب مضاعفة العمل الجماعي لمواجهته، معتبراً أنّ «نظرة فاحصة للأوضاع التي تمر بها منطقتنا تؤكد وبوضوح إننا نواجه تحديات جسيمة ومخاطر محدقة».
وأضاف: «على المستوى الاقتصادي نعاني جميعا من تحدي انخفاض أسعار النفط وما أدى إليه من اختلالات في موازنتنا وتأثيرات سلبية على مجتمعاتنا تتطلب منا مراجعة للعديد من الأسس والسياسات على مستوى أوطاننا، كما يتطلب منا أيضا على مستوى علاقاتنا بالعالم البحث عن مجالات للتعاون تحقق المصالح العليا لدولنا وتسهم في تمكيننا من تحقيق التنمية المستدامة المنشودة لأوطاننا».
وأشار إلى أنّه «في إطار حديثنا عن التحديات فإننا نواجه جميعا تحدي الإرهاب الذي يستهدف أمننا واستقرارنا وسلامة أبنائنا بل وأمن واستقرار العالم بأسره الأمر الذي يتطلب منا مضاعفة عملنا الجماعي لمواجهته ومواصلة مساعينا مع حلفائنا لردعه».
وجدّد أمير الكويت دعم بلاده لجهود مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. كما جدّد إدانة الكويت الشديدة باستهداف جماعة الحوثي وصالح لمكة المكرمة.. مشددا على أنّ دعم جهود الوصول إلى حل سياسي بسوريا إضافة إلى ما تحقق من تقدم في مواجهة ما يسمى تنظيم «داعش» بالعراق، متطلعين إلى أن تتحصن تلك الإنجازات بتحقيق المصالحة الوطنية وإشراك كافة أطياف الشعب العراقي في تقرير مستقبل بلاده».
كما أعرب عن الأسف إزاء الجمود الذي يحيط بالجهود الهادفة إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، بسبب ممارسات إسرائيل وانشغال العالم بقضايا أخرى، مجددا دعوة المجتمع الدولي بضرورة القيام بمسؤولياته بالضغط على إسرائيل لحملها على القبول بالسلام وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وبشأن إيران، أكد أمير الكويت أن نجاح الحوار واستمراره مع ايران يتطلب ان يرتكز على مبادئ القانون الدولي المنظمة للعلاقات بين الدول.
وإثر ذلك، بدأت أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون بجلسة مغلقة.
{ هذا، والتقت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماري ماي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وبأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، على أنْ تلتق باقي قادة دول مجلس التعاون الخليجي اليوم (الأربعاء) في أوّل مشاركة لرئيس وزراء بريطاني بحضور القمة.