أمن وقضائيات >أمن وقضائيات
الطفل محمد توفيَ اختناقاً... تفاصيل فيلم الرعب الذي عاشته عائلة سرحان بسبب الصاعقة!
الأربعاء 7 12 2016 10:21انتهى التحقيق في الحادث المأساوي الذي كلّف عائلة سرحان حياة ابنها وأدخل والدته وشقيقته العناية الفائقة حيث تصارعان الموت كلّ منهما في مستشفى، والنتيجة التأكيد أن الحريق الذي شب في منزلهم هو "بسبب صاعقة ضربت شرفتهم ما أدى الى تماس كهربائي"، بحسب ما أكده مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار".
لم تمرّ العاصفة التي ضربت لبنان الاسبوع الماضي بسلام على عائلة ابن كفركلا علي سرحان، "فعند حوالى الساعة الثامنة من مساء الاربعاء الماضي، أصابت صاعقة شرفة بيته الكائن في الطبقة الرابعة والاخيرة من احد مباني منطقة الجناح، فحصل تماس كهربائي مع التلفزيون الموجود في الشرفة واشتعل، فسارع علي لتدارك ما حصل، وعندما رأى الحريق، ادخل زوجته وولديه إلى غرفة النوم، فتح الباب الحديدي الخارجي ليطلب النجدة من جيرانه، لكن قوة الهواء أطبقته وأدت الى عطل فيه حيث لم يتمكن من إعادة فتحه"، بحسب ما قال حسن شقيق علي، ثم أضاف "تمكن الجيران من فتح الباب بعد ان التهمت النيران أرجاء المنزل، أربعون دقيقة ومحمد (سنتان) ونور الزهراء (ثماني سنوات) ووالدتهم ليلى فارس في الغرفة، اصيبوا جميعاً بالاختناق".
ولما تمكن الدفاع المدني من اخماد النيران، نقل محمد ونور الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي ووالدتهم الى مستشفى الزهراء" فتوفي محمد مختنقًا، أما شقيقته نور فوضعها مستقر، لكن والدته لم تتجاوز مرحلة الخطر بعد، كما احترق وجه والده" قال حسن الذي طلب من وزارة الصحة ان" تتكفل بعلاج نور ووالدتها بشكل كامل".
قدرة عظيمة
مصدر في الدفاع المدني أكد لـ"النهار" أنه عند وصول مجموعة من عناصره الى منزل سرحان "تم انقاذ الوالدة وابنتها اللتين كانتا غائبتين عن الوعي وممدتين على ارض غرفة النوم، وبعد نقلهما خارجاً، تم ابلاغنا عن وجود طفل في الغرفة، فسارعنا لانقاذه لكنه فارق الحياة". ولفت إلى أن "استنشاق الدخان، يضرب الجهاز العصبي والتنفسي، الامر الذي يؤدي الى شلل في الحركة، فقد يكون المحتجز واع لكنه عاجز عن التحرك".
"اذا احتك شريطان كهربائيان أحدهما بالآخر يولدان حرارة تصل درجتها الى 900 درجة مئوية"، لكن عندما تضرب صاعقة الأرض ينتج عنها بحسب المصدر "الآف الفولتيات فتصل الحرارة الى 5000 درجة مئوية، لذلك للصاعقة القدرة على شطر مبنى الى نصفين، وتفحيم جسد الانسان كما حصل قبل بضعة سنوات في الشمال، حيث توفيت عجوز عندما ضربت الصاعقة العكاز التي كانت تمسك به، كما يمكنها ان توقف عمل القلب واصابة الجسد بالحروق".
بيئة حاضنة للصواعق
"بسبب بحره وجباله يعتبر لبنان بيئة حاضنة للسحب الركامية المتميّزة بسماكتها وضخامتها والتي يمكنها أن تمتد من سطح الأرض الى نهاية طبقة التروبوسفير على ارتفاع حوالى 12 الف متر، وهي تتركب من قطرات مائية وبلورات ثلجية، فيها حركة هواء قوية عامودية صعوداً ونزولاً، تؤدي عند اي احتكاك الى شحنات كهربائية"، بحسب ما قاله رئيس دائرة التقديرات العامة في مصلحة الارصاد الجوية المهندس عبد الرحمن زواوي لـ"النهار" والذي لفت الى أنه "بمجرد أن تمر هذه السحابة بالقرب من أي جسم (بارز) سواء انسان او شجرة او مبنى، يحمل شحنات موجبة تنجذب الشحنات السالبة لذلك الجسم في صورة وميض هائل نُطلق عليه اسم الصاعقة، حيث يتم تفريغ شحناتها السالبة فيه، عندها يتولد خط كهربائي تصل شحنته الى 100 مليون فولت، وهو قادر على رفع درجة حرارة الهواء الذي تعبر من خلاله إلى قرابة 27700 درجة مئوية، أي أعلى بعدة مرات من درجة الحرارة على سطح الشمس"، واستطرد "لدى محطة الارصاد الجوية التابعة للمديرية العامة للطيران المدني مركز لقياس اشعاع الضوء pyranometer في نادي الغولف، عند حدوث برق ورعد ليلا يتم تسجيل ارقاما شبيهة بارقام مسجلة عند الظهيرة في ضوء الشمس".
وتلافيا لأذى أية صاعقة، طلب زواوي من المواطنين "الابتعاد عن اي جسم بارز، ووضع جسم معدني في أعلى المباني المرتفعة، فعندما تمرّ السحابة بالقرب من المبنى تقوم بتفريغ شحناتها السالبة فيه، ويقوم هذا الجسم المعدني بتفريغ الشحنات بعيداً عن المبنى الذي يحمله".
صعق خبر الكارثة التي حلّت على عائلة سرحان الجميع، فضرب الصواعق لمنازل المواطنين أمر لم يعتاده اللبنانيون بعد!