عام >عام
المنامة تشهد ثلاث قمم في يوم واحد تُوّجت بزيارة خادم الحرمين التاريخية
إعلان «الصخير» هنّأ عون والحريري متطلّعاً إلى تعزيز العلاقات مع لبنان
الخميس 8 12 2016 09:08المنامة - هيثم زعيتر:
شهدت عاصمة مملكة البحرين المنامة أمس (الأربعاء)، ثلاث قمم تُوّجت بالزيارة الرسمية التاريخية الأولى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، التي تستمر ليومين، تلبية لدعوة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.. اختتام أعمال الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.. والقمة المشتركة بين قادة مجلس التعاون ورئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماري ماي، في أوّل مشاركة لرئيس وزراء بريطاني.
وأكدت القمتان الخليجية والمشتركة على مواجهة الإرهاب، وخصوصا تنظيم «داعش»، ورفض التدخّل الإيراني في شؤون الخليج العربي خصوصاً والدول العربية بشكل عام، وخصّ بيان القمة الخليجية «إعلان الصخير» الذي تضمّن 76 بنداً، لبنان بمباركة انتخاب الرئيس ميشال عون لرئاسة الجمههورية وتكليف الرئيس سعد الحريري برئاسة الوزراء، متمنّين له النجاح في مهامه، بما يسهم في مُضِي البلاد قُدُماً على طريق التقدم والازدهار، وبما يحقّق الأمن والاستقرار للبنان الشقيق، متطلّعين إلى تطوير وتعزيز العلاقات بين دول المجلس ولبنان في مختلف المجالات.
وأكد الإعلان مجدّداً على «قرار دول المجلس باعتبار ميليشيات «حزب الله» بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها منظّمة إرهابية، وأنّ دول المجلس ماضية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن، استناداً إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال المطبقة في دول المجلس والقوانين الدولية المماثلة».
وشدّد على الاستثمار في مواجهة الإرهاب وحفظ الأمن، حيث أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية عن رصد 3 مليارات جنيه استرليني لهذا الهدف، فيما أكد القادة الخليجيون على مواصلة الخطوات في طريق التكامل الاقتصادي، لتعلن المسؤولة البريطانية عن أنّ بلادها ستكون عاصمة الاستثمار الاسلامي.
ختام الدورة
هذا، واختتم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أعمال دورتهم السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت أمس، برئاسة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى، الذي ألقى كلمة أعرب فيها عن «التقدير العميق للروح الأخوية الصادقة التي ميزت لقاءنا وجسدت حرصنا التام على أن ننتقل بهذه المسيرة التاريخية الرائدة إلى حيث تستحق، متطلعين إلى تكثيف العمل المشترك وتعزيز تعاوننا وحضورنا الدولي خلال العام القادم للحفاظ على مكتسباتنا وتحقيق المزيد من المنجزات بما يلبي طموحات شعوبنا في الرخاء و الإزدهار».
{ من ثم ألقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد كلمة أعلن فيها عن انعقاد الدورة المقبلة في دولة الكويت، متوجّهاً إلى القادة الخليجين بالقول: «إنّ بُعد نظركم وحرصكم على عملنا الخليجي المشترك له الأثر الكبير في الوصول إلى قرارات ستسهم بإذن الله في تعزيز عملنا المشترك وفي تحقيق تطلعات شعوبنا وبما يعزز الأمن والاستقرار والرخاء».
إعلان الصخير
بعد ذلك تلا الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون «إعلان الصخير»، وهو البيان الختامي للقمة، ومما جاء فيه: «تأكيداً لعزم دول مجلس التعاون وتصميمها على تعزيز المسيرة المباركة للعمل الخليجي المشترك، وتوحيد المواقف بينها، والسير باتجاه تحصين دول المجلس من الأخطار المحدقة بالمنطقة، والمحاولات الرامية الى المساس بسيادتها واستقلالها عبر التدخلات الخارجية المتكررة في شؤونها الداخلية، واستنادا لما تشهده الساحة الدولية والإقليمية من متغيرات متسارعة يمس تأثيرها المباشر المصالح العليا لدول مجلس التعاون، فإن قادة دول مجلس التعاون يؤكدون على أهمية مواصلة العمل في تنفيذ وتطبيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية التي أقرت في قمة الرياض 2015، لما تشكله من إطار متكامل ونهج حكيم للتعامل مع تلك المتغيرات على أساس المحافظة على المصالح العليا لدول المجلس ومنجزاتها ومكتسبات شعوبها، وتحقيق الهدف المنشود في التكامل والوحدة بين دول المجلس في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية».
وتابع البيان: «يشيد قادة دول المجلس بما وصل إليه التعاون المشترك في المجال الدفاعي والأمني، ويؤكدون على ضرورة العمل لتحقيق المزيد من التكامل والتعاون المشترك لتطوير المنظومة الدفاعية والمنظومة الأمنية لمجلس التعاون، ليكون دورهما أكثر فاعلية وقدرة على ردع أي اعتداء أو مساس بسيادة دول المجلس. وفي هذا السياق، يشيدون بالتمرين الأمني الخليجي المشترك «أمن الخليج العربي1»، الذي استضافته مملكة البحرين (نوفمبر 2016)، الذي وضع خريطة أمنية متكاملة لدول المجلس، إيمانا بأن أمن الخليج كلٌ لا يتجزأ، وإن الحفاظ على أمن واستقرار دول المجلس يخدم مصالح دول العالم قاطبة، ويسهم في حفظ الأمن والسلم الإقليمي».
وأردف: «إنطلاقا من الدور الذي يقوم به مجلس التعاون في تحقيق الأمن والسلم والاستقرار والرخاء الاقتصادي في المنطقة، أكد قادة دول المجلس حرصهم على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الأشقاء والحلفاء والشركاء الدوليين والدول الصديقة والمنظمات الإقليمية والدولية، بما يعزز دور مجلس التعاون كشريك دولي فاعل وركيزة استقرار مهمة للأمن والسلم الدوليين».
وزاد: «في الشأن الإقليمي، وإنطلاقاً من حرص القادة الشديد على أن تكون علاقات دول المجلس مع جميع دول المنطقة قائمة على مبادئ حسن الجوار والتفاهم والاحترام المتبادل لسيادة واستقلال الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام مبدأ المواطنة. يؤكد قادة دول المجلس على ضرورة أن تغير ايران من سياستها في المنطقة وذلك بالالتزام بقواعد وأعراف المواثيق والمعاهدات والقانون الدولي، ويؤكدون أيضاً استنكارهم لاستمرار التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس، وإدانتهم تسييس إيران لفريضة الحج والاتجار بها واستغلالها، ويطالبون إيران بإنهاء احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث والاستجابة لمساعي دولة الامارات العربية المتحدة السلمية، بما يهدف إلى الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة».
وواصل القول: «نظراً إلى أن التكامل الاقتصادي لدول مجلس التعاون يشكل ركيزة رئيسية لدعم الأمن والاستقرار، يؤكد قادة دول مجلس التعاون دعمهم ومساندتهم لهيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية عالية المستوى، التي تهدف إلى تطوير التعاون في الشؤون الاقتصادية والتنموية وتنفيذ القرارات والاتفاقيات المتعلقة بها، وتسريع وتيرة العمل لإنجاز السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي والربط المائي، وغيرها من المشاريع التنموية التكاملية، وصولا الى الوحدة الاقتصادية الخليجية الكاملة، وبما يعزز مكانة منطقة مجلس التعاون كمركز مالي واستثماري واقتصادي عالمي».
وأكمل: ضمن هذ المنطلق، يؤكد القادة دعمهم الكامل لربط دول المجلس بشبكة من وسائل الاتصال والمواصلات والنقل الحديثة التي تحكمها أنظمة وقوانين موحدة، وذلك لما لها من دور حيوي في العملية التنموية الشاملة، وتأثير مباشر على مسيرة التعاون الخليجي المشترك في المجالات التي تهم أمن واقتصاد دول المجلس وشعوبها. وإيماناً من قادة دول المجلس بأن نهضة الأمم تستند على قدرات وكفاءة مواطنيها وبالأخص الشباب، والتطوير المستمر للتعليم، يؤكد القادة على أهمية توحيد أسس مناهج التعليم الأساسي والتعليم العالي، بما يعود بالفائدة والنفع على المخرجات التعليمية، وبما يواكب متطلبات التقدم والتطور والتنمية المستدامة، ويؤكدون على أهمية دعم وتطوير دور الشباب في تفعيل البرامج والأنشطة والفعاليات، التي تسهم في تعميق الترابط والتكامل، وترسخ الهوية الخليجية، وتعزز قيم التسامح والاعتدال والتعايش القائمة في دول مجلس التعاون، وتحقق طموحات الشباب لمستقبل أفضل له ولكافة شعوب المنطقة سعياً نحو التقدم والرقي المنشود».
وأنهى: «يؤكد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن إنجاز كل هذه الأسس الصحيحة والمبادئ السامية، سيكون له الأثر البالغ في المضي بالمسيرة المباركة للمجلس نحو مزيد من الخير والإنماء والارتقاء، وتعزيز الترابط والتكامل بين دوله وشعوبه، وتنمية العمل الخليجي المشترك بما يحفظ لدول وشعوب مجلس التعاون مكتسباتها، ومضاعفة إنجازاتها، ويرسي أسس الأمن والسلم في المنطقة والعالم، ويرسخ التعاون البناء على المستويين الإقليمي والدولي، ويدفع بقوة نحو تحقيق آمال شعوبها في الرخاء والازدهار».
*وإثر انتهاء أعمال الجلسة عقد وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن حمد آل خليفة وأمين عام المجلس الزياني مؤتمراً صحفياً عرضا خلاله لمضمون البيان الختامي الصادر عن الدورة، واللقاء المشترك مع رئيس الوزراء البريطانية، من ثم أجابا على أسئلة الصحافيين.