نعت رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري المُربي الكبير الأستاذ مصطفى الزعتري رحمه الله.

وقالت الحريري في بيان النعي:

ببالغ الحزن والأسى ننعي المُربي الكبير الأخ والصديق الأستاذ مصطفى الزعتري رحمه الله الذي يرحل عن هذه الدنيا تاركاً وراءه مسيرة عطاء تربوي واجتماعي حافلة بنجاحات تُليق بعلمه وطموحه وقيمه ورسالته ومبادئه.. معلماً ومديراً ومربياً وباحثاً وصاحب رسالة وصاحب قضية..

هو ابن العائلة الصيداوية الأصيلة، عمل بهدي الايمان بالله وبالقيم العائلية والإنسانية التي رافقته منذ الصغر وفي جميع مراحل حياته حتى تحولت لديه قناعات ونمط حياة، بالثقة بالنفس والتواضع وبالصدق في العمل والتفاني في تأدية الواجب حتى  استحق محبة واحترام كل من عرفه.

وهو أحد صانعي مجد وتميز التّعليم الرسمي في لبنان، وأحد روّاد نهضة التّعليم الثانوي الرسمي، في زمن استطاعت المدرسة الرّسمية أن تتقدّم على كلّ زميلاتها من المدارس الأهلية والإرساليات في القطاع الخاص.. فكانت له بصمته الخاصة وشخصيته التي ميزت ادارته لثانوية البنين الرسمية في صيدا فاستحقت اسمه حتى قبل أن يطلق رسمياً عليه بعد سنوات طويلة تلت.

فتح أبواب التّعليم العالي لكلّ أبناء لبنان في نواحٍ مختلفة عبر الجامعة اللبنانية في كلّياتها المختلفة والمميّزة.. لتكون الجامعة اللبنانية إمتداداً لنجاحات التّعليم الثانوي في لبنان..

واستمر شغف مصطفى الزعتري رحمه الله بالتربية مع توليه مهمة مستشار في الادارة التعليمية في مكتب اليونسكو الاقليمي للتربية في البلاد العربية لمدة سبع سنوات ما أتاح له ايضاً التعرف على نظم التعليم في الدول العربية والعالم.

وتلاقى شغفه هذا لاحقاً مع حلم وإرادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بفتح فرص التعليم لكل أبناء لبنان، فجمعهما الايمان بقدرة اللبنانيين على التميز حتى في أحلك الظروف، وبحق أبناء لبنان في التعلم، فنال رحمه الله ثقة الرئيس الشهيد واختاره عن استحقاق وجدارة ليشرف على ملف التعليم في مؤسسة الحريري ثم يتولى إدارتها لاحقاً.

بغياب الأستاذ مصطفى الزعتري تخسر صيدا ابناً وفياً وقامة تربوية وإنسانية واجتماعية ساهم في كتابة تاريخها الحديث بأحرف من نور العلم والمعرفة أضاءت طريق أجيال من أبناء هذا الوطن.

رحم الله الأستاذ مصطفى الزعتري، وخالص العزاء لعائلته الكريمة، تغمده الله بواسع رحمته وألهمهم الله الصبر والسلوان.