بأقلامهم >بأقلامهم
"خاص جنوبيات" اللُّبنانييون يشترونَ الخضار والفواكه بالحبّة و"الآتي أعظم"
"خاص جنوبيات" اللُّبنانييون يشترونَ الخضار والفواكه بالحبّة و"الآتي أعظم" ‎الخميس 4 05 2023 16:03 زياد العسل
"خاص جنوبيات" اللُّبنانييون يشترونَ الخضار والفواكه بالحبّة و"الآتي أعظم"

جنوبيات

بات الشُّغل الشاغل اليوم للمواطن اللبناني هو تأمين أبسط مقوّمات العيش، فحيثُ توجّهتَ تسمع العبارات نفسها، التي يتصدّر الكلام فيها، الحديث عن غلاء الأسعار والسلع والخدمات، من خضارٍ وفواكه واغذية وسواها من إوّاليات الطّبق اللبنانيّ.

أبو حسام وهو مواطن من بلدة سعدنايل يتحدث لجنوبيات عن الانقلاب النّوعي الذي عصفَ بحياته، فهو بعد أن كان يشتري مونة المنزل الكامل، من خضار وفاكهةٍ، بات يشتري "بالحبة"، حيثُ يقتصرُ شراؤهُ على بضع حبّات من الليمون والخضار وسوى ذلك، لأنَّ ارتفاع أسعار الفاكهة والخضار ربطًا بانهيار العملة وارتفاع أسعار المحروقات، أرخى بظلاله على المشهد اللبنانيّ، فلم يعد بالامكان ما كان، والآتي أعظم.

السّيدة سهى من بلدة ضهر الاحمر في قضاء راشيا، تتحدث أن راتب زوجها الذي يعمل كاستاذ في التعليم، لم يعد يتّسع حتّى لشراء الخبز والوقود،  الأمر الذي أبعدَ اللحمة والدّجاج عن المائدة، منذ أشهر ليست بالقليلة، فالأعشاب تتصدّر طاولتنا، وفق ما تتحدث السّيدة الستّينية نفسها، التي تؤكّد أنها أحد نفسها مضطرة في بعض الاحيان، لشراء ما لا يملأُ كفّ اليدّ من اللّحمة، لاطعام ولديها.

البطالةُ وفق الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، بلغت أكثر من 40%, ومعدلات الفقر التي تتفاقم معها يومًا بعد يوم، ووسط "الدولرة"، وغياب الرّقابة عن التُّجار الذين يسعّرون باغلبيتهم السّاحقة مع ما يتوافق مع جشعهم، كلُّ تلك العوامل تشي بانهيار غذائي واجتماعي كبير، قد يؤدّي لانهيار أمنيّ يطيحُ بالبلاد والعباد.

تحتاجُ العائلةُ اللُّبنانية وفق التّقديرات، لأكثر من 50 مليون ليرة حاليًّا للأساسيات من الحاجات، فكيف لشعبٍ بأكثر من نصفه يتقاضى رواتب على العملة الوطنيّة، لا تتعدّى ال 6 ملايين ليرة شهريًّا. لن يسمعَ ذوو الشّأن، لأنّ الضّرب في الضّمائر الميّتة لا ينفعْ.

المصدر : جنوبيات