مقالات هيثم زعيتر >مقالات هيثم زعيتر
رحيل حسين الحركة … صانع "النجوم" المُساهمٌ بتألّق الحركة الرياضية
الاثنين 8 05 2023 22:25
هيثم زعيتر
جنوبيات
خبر صادم رحيل الأستاذ حسين أحمد الحركة، قبل أن يتم عامه الـ77 بأيام، وبعد مسيرة حافلة في المجال الرياضي، لاعباً وصحافياً مُبدعاً.
تعود معرفتي بالأستاذ حسين الحركة إلى العام 1983، حين أفسح المجال أمامي لصفحات مجلة "النجوم" المُتخصّصة بالرياضة وواسعة الانتشار، لنشر الأخبار والمقالات والمواضيع والمُقابلات الرياضية، لمنطقة صيدا والجنوب اللبناني الذي كان يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي.
مُهمّة ليست بالسهلة لأنّ الاحتلال يعمل على الشرذمة والتفرقة وتغذية الآفات الاجتماعية، فيما الرياضة تصقل الأجسام وتُنمّي العقول، ويُصبح مَنْ يتحلّى بأخلاقها أكثر صلاحاً في المُجتمع.
تنوّعت التغطيات بين نشاطات رياضية ومهرجانات وبطولات في شتى الألعاب: كرة القدم، كرة السلة، كرة الطائرة، كرة الطاولة وكرة اليد.
كما الألعاب الفردية: رفع الأثقال، الملاكمة، كمال الأجسام، الكاراتيه وغيرها من الرياضات.
وكانت أكثر النشاطات تُقام في مدن: صيدا، صور والنبطية.
وبلدات: حارة صيدا، الغازية، عدلون، عنقون، البازورية وبرج الشمالي وغيرها.
كُنتُ أقوم بتجميع المواد الرياضية من تغطيات ومُقابلات وريبورتاجات وتحقيقات مع رياضيين ومُدرّبين عن الأندية، وأرسلها مساء كل يوم أحد مع رئيس "نادي الشباب الرياضي" - حارة صيدا الحاج أحمد شداد، الذي كان يتوجّه صباح الإثنين إلى بيروت، ويُسلّمها إلى الأستاذ حسين في مكتب مجلة "النجوم" بعين المريسة في بيروت، ومن ثم تزويده بآخر الأخبار عبر اتصال هاتفي، رغم صعوبة تأمينه، لتصدر في عدد يوم الثلاثاء، حيث كان يُتابعها القرّاء بشغف، في الجنوب كما لبنان وأماكن الانتشار.
فقد كان ذلك يُبرز دور الرياضة، رغم مُحاولات الاحتلال الإسرائيلي تعطيلها، فهي تجلب جماهير غفيرة.
كثيرٌ من اللاعبين الذين أُطلقتُ عليهم الألقاب، نظراً إلى إبداعاتهم، وأصبحت مُترافقة لأسمائهم، إنْ لم تطغَ عليها.
لم يكن الأستاذ حسين الحركة مُؤسّساً أو رئيساً لمجلة "النجوم" الرياضية فقط، وما أتاح ذلك من تأمين مُتنفس للصحافيين، بل كان مدرسة تُرسّخ المفاهيم التي تربّى عليها في منزل عائلته في برج البراجنة، وهي التحلّي بالأخلاق الرياضية، والعمل على إعادة الوئام بين المناطق، وإزالة خطوط التماس بينها، بفعل تداعيات انجرار انعزاليين إلى محاور خارجية على مصلحة الوطن.
نجح مع الخيّرين، ومن خلال الرياضة، في إعادة انطلاق عجلتها والمُساهمة بانتفاضة 2 أيار/مايو 1985 التي أعادت تشكيل اتحاد كرة قدمٍ جديد برئاسة الدكتور نبيل الراعي والأمين العام رهيف علامة.
ساهم الأستاذ حسين الحركة باكتشاف والمُساهمة بصنع العديد من النجوم، لاعبين ومُدرّبين، بل تأمين وظائف لعدد منهم، وكان مَنْ يحتاج إلى المُساعدة، يلجأ إلى الأستاذ حسين لتحقيق ذلك، بفعل علاقاته وصداقاته المبنية على الاحترام والود.
مسيرة حافلة تُحفظ للراحل الأستاذ حسين الحركة في مجال الرياضة، الذي رغم كُل الظروف الصعبة والسفر إلى خارج لبنان، بقي مشدوداً ويحن إلى الأيام الحلوة التي كان يُعلّق فيها على كُل نشاطٍ ومُناسبة بأسلوبه الحرفيّ ونهفته، وإنْ لم تخلُ من لسعات النحل بهدف التصويب.
استمرَّ مُواظباً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على إعادة نشر الكثير من الأخبار، التي سبق وصدرت في أعداد مجلة "النجوم"، فيُعيد التذكير بتلك الأيام التي أبدع فيها الرياضيون من جهدهم وعرقهم، بل من اللحم الحي.
عاد إلى لبنان، وقلبه يعتصر ألماً على ما وصل إليه الحال بفعل تغليب البعض لمصالحه الخاصة على المصالح العامة، فأغمض عينيه ليُوارى الثرى بمُشاركة المُحبّين من كُل المناطق والطوائف، مُؤكداً صوابية خياراته، بأنّ لبنان المُوحّد لا يعرف البغضاء، بل المحبة وهو ما عمل لأجله ورحل عليه.
يرحل قبل أيام قليلة من عيد ميلاده الـ77، وأيضاً للمرة الأولى يغيب عن الاحتفال بعيد ميلاد من أحب!
رحم الله الراحل الأستاذ حسين الحركة وتغمّده بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنانه، وألهم زوجته وأولاده وعائلته وأهله ومُحبيه الصبر والسلوان.
تعود معرفتي بالأستاذ حسين الحركة إلى العام 1983، حين أفسح المجال أمامي لصفحات مجلة "النجوم" المُتخصّصة بالرياضة وواسعة الانتشار، لنشر الأخبار والمقالات والمواضيع والمُقابلات الرياضية، لمنطقة صيدا والجنوب اللبناني الذي كان يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي.
مُهمّة ليست بالسهلة لأنّ الاحتلال يعمل على الشرذمة والتفرقة وتغذية الآفات الاجتماعية، فيما الرياضة تصقل الأجسام وتُنمّي العقول، ويُصبح مَنْ يتحلّى بأخلاقها أكثر صلاحاً في المُجتمع.
تنوّعت التغطيات بين نشاطات رياضية ومهرجانات وبطولات في شتى الألعاب: كرة القدم، كرة السلة، كرة الطائرة، كرة الطاولة وكرة اليد.
كما الألعاب الفردية: رفع الأثقال، الملاكمة، كمال الأجسام، الكاراتيه وغيرها من الرياضات.
وكانت أكثر النشاطات تُقام في مدن: صيدا، صور والنبطية.
وبلدات: حارة صيدا، الغازية، عدلون، عنقون، البازورية وبرج الشمالي وغيرها.
كُنتُ أقوم بتجميع المواد الرياضية من تغطيات ومُقابلات وريبورتاجات وتحقيقات مع رياضيين ومُدرّبين عن الأندية، وأرسلها مساء كل يوم أحد مع رئيس "نادي الشباب الرياضي" - حارة صيدا الحاج أحمد شداد، الذي كان يتوجّه صباح الإثنين إلى بيروت، ويُسلّمها إلى الأستاذ حسين في مكتب مجلة "النجوم" بعين المريسة في بيروت، ومن ثم تزويده بآخر الأخبار عبر اتصال هاتفي، رغم صعوبة تأمينه، لتصدر في عدد يوم الثلاثاء، حيث كان يُتابعها القرّاء بشغف، في الجنوب كما لبنان وأماكن الانتشار.
فقد كان ذلك يُبرز دور الرياضة، رغم مُحاولات الاحتلال الإسرائيلي تعطيلها، فهي تجلب جماهير غفيرة.
كثيرٌ من اللاعبين الذين أُطلقتُ عليهم الألقاب، نظراً إلى إبداعاتهم، وأصبحت مُترافقة لأسمائهم، إنْ لم تطغَ عليها.
لم يكن الأستاذ حسين الحركة مُؤسّساً أو رئيساً لمجلة "النجوم" الرياضية فقط، وما أتاح ذلك من تأمين مُتنفس للصحافيين، بل كان مدرسة تُرسّخ المفاهيم التي تربّى عليها في منزل عائلته في برج البراجنة، وهي التحلّي بالأخلاق الرياضية، والعمل على إعادة الوئام بين المناطق، وإزالة خطوط التماس بينها، بفعل تداعيات انجرار انعزاليين إلى محاور خارجية على مصلحة الوطن.
نجح مع الخيّرين، ومن خلال الرياضة، في إعادة انطلاق عجلتها والمُساهمة بانتفاضة 2 أيار/مايو 1985 التي أعادت تشكيل اتحاد كرة قدمٍ جديد برئاسة الدكتور نبيل الراعي والأمين العام رهيف علامة.
ساهم الأستاذ حسين الحركة باكتشاف والمُساهمة بصنع العديد من النجوم، لاعبين ومُدرّبين، بل تأمين وظائف لعدد منهم، وكان مَنْ يحتاج إلى المُساعدة، يلجأ إلى الأستاذ حسين لتحقيق ذلك، بفعل علاقاته وصداقاته المبنية على الاحترام والود.
مسيرة حافلة تُحفظ للراحل الأستاذ حسين الحركة في مجال الرياضة، الذي رغم كُل الظروف الصعبة والسفر إلى خارج لبنان، بقي مشدوداً ويحن إلى الأيام الحلوة التي كان يُعلّق فيها على كُل نشاطٍ ومُناسبة بأسلوبه الحرفيّ ونهفته، وإنْ لم تخلُ من لسعات النحل بهدف التصويب.
استمرَّ مُواظباً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على إعادة نشر الكثير من الأخبار، التي سبق وصدرت في أعداد مجلة "النجوم"، فيُعيد التذكير بتلك الأيام التي أبدع فيها الرياضيون من جهدهم وعرقهم، بل من اللحم الحي.
عاد إلى لبنان، وقلبه يعتصر ألماً على ما وصل إليه الحال بفعل تغليب البعض لمصالحه الخاصة على المصالح العامة، فأغمض عينيه ليُوارى الثرى بمُشاركة المُحبّين من كُل المناطق والطوائف، مُؤكداً صوابية خياراته، بأنّ لبنان المُوحّد لا يعرف البغضاء، بل المحبة وهو ما عمل لأجله ورحل عليه.
يرحل قبل أيام قليلة من عيد ميلاده الـ77، وأيضاً للمرة الأولى يغيب عن الاحتفال بعيد ميلاد من أحب!
رحم الله الراحل الأستاذ حسين الحركة وتغمّده بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنانه، وألهم زوجته وأولاده وعائلته وأهله ومُحبيه الصبر والسلوان.
أخبار ذات صلة
هيثم زعيتر: رغبة أميركية وليونة لبنانية لتحقيق وقف إطلاق النار.. بانتظار ال...
هيثم زعيتر: تذليل العقبات لوقف إطلاق النار لبنانياً.. بانتظار رد الجانب الإ...
منير الربيع لـ"تلفزيون فلسطين": الرئيس بري مُتفائل بوقف إطلاق النار.. لكن ا...
هيثم زعيتر يستضيف منير الربيع، حول "العدوان الإسرائيلي المُتواصل على فلسطين...
السعودية تقود حراكاً عربياً وإسلامياً داعم للقضية الفلسطينية وتجميد عضوية "...