- سألني ذات مساء، من أين يـأتي الفرح؟ وأفران العالم العربي لا تبيع إلا خبز الأحزان؟!
    قلت له: لا أملك جواباً أقل فجيعة من سؤالك! لا أعلم إن كان الحزن مخلداً في هذه الأمة منذ الأزل، ولكن ما أعرفه يا صديقي، أننا في مراحل متقدمة منه، كالاكتئاب تماماً.
فالربيع العربي ( المزعوم )، والذي قامت عليه ثورات وحروب وضحايا، لم يخرجنا بعد من أتون المحارق السياسية.
الطائفية البغيضة هي الأخرى، شيدت لها أبراجاً عاجية، في صفوف المتطرفين بمختلف ألوانهم!
ثم أن القتل بدم بارد، شق له طريقاً آخر، حتى أصبح الانسان بطلاً، يستلذ بأبشع أنواع الموت في حق أخيه وابن عشيرته ووطنه بلا رحمة.
لا تسلني عن أبواب الفرح، سلني عن مواضع البؤس والشقاء، سلني عن الموت المجاني، سلني عن المأساة التي تخطفتنا منذ خمس سنوات.
حتى الأعراس في وطننا العربي، لها طعم ولون آخر، حتى جنائزنا لها وجهٌ آخر.
من أين يأتينا الفرح، وأفراحنا مفخخة، وموتانا مفخخون، وقلوبنا مفخخة ؟!
أسألك بالله، يا من تمعن في سؤالي عن خبز الأفراح، هبني سألتك عن أسباب المحن التي تعصف بنا، عن النار التي أحرقت أصابعنا، عن الليل الذي يخبأ في ثناياه ما لا نعلم، عن النهار الذي لا ندرك كنه ما فيه، عما يدور في سراديب الارهاب وما يخطط له عطاشى الدم وخاطفي أرواح الأبرياء من الشرق ومن الغرب.