لبنانيات >صيداويات
وقفة تضامنية عند ساحة الشهداء في صيدا في الذكرى 75 لنكبة فلسطين بدعوة من اللقاء السياسي اللبناني الفلسطيني
الأحد 14 05 2023 20:37جنوبيات
لمناسبة مرور 75 عاماً على نكبة فلسطين، واستنكاراً للمجازر والاعتداءات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، ودعماً لمقاومة ثأر الأحرار، نظم اللقاء السياسي اللبناني الفلسطيني وقفة تضامنية عند ساحة الشهداء في صيدا.
حضر الوقفة التضامنية إلى جانب الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد ممثلي أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية، ورجال دين، وفاعليات سياسية واجتماعية ودينية وشبابية.
رفع المشاركون في الوقفة التضامنية الأعلام الفلسطينية واللبنانية، وشعارات تحيي فلسطين ومقاوميها، وتندد بالمجازر والاعتداءات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.
بدأت الوقفة التضامنية بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني.. وبكلمة لعريف الوقفة عضو اللجنة المركزية للتنظيم الشعبي الناصري خليل المتبولي، قال فيها:
خمسة وسبعون عاماً وما زال الجرح ينزف...
خمسة وسبعون عاماً وخاصرة الوطن العربي تنزف...
خمسة وسبعون عاماً وفلسطين مغتَصَبة ومسروقة ومنكوبة...
خمسة وسبعون عاماً والصراع قائمٌ... والنضال مستمر... والجهاد على قدم وساق حتى النصر والتحرير...
نحيي اليوم ذكرى النكبة ضمن المهرجان الكبير من العمل المقاوم داخل فلسطين المحتلة لنستذكر مأساة الشعب الفلسطيني والجريمة البشعة التي ارتكبها الصهاينة ضد الإنسانية، وللتأكيد على أن فلسطين المحتلة هي للفسطينيين والعرب، وكما أُخرج الفلسطينيون من أرضهم عنوة، سيُخرجون الصهاينة من أرض فلسطين وسيستعيدون أرضهم بإذن الله...
فلسطين وقدسها جزءان لا يتجزآن من الوطن العربي والعالم، وهما حق مشروع للشعب العربي عامّة والفلسطيني خاصّة، لذا جُعل من قضية فلسطين قضية لأحرار العالم وشعوبه ... هذه القضية التي خُلقت من النكبة والتي جعلت الألم العربي الممزوج بالحسرة، والمأساة المتجددة التي لا تنتهي ... والتي أصبحت حكاية لألم لا يزول، وجرحاً لم يشف، يتحمل ألمه الفلسطينيون في كل لحظة لأنهم ذاقوا معاني الأسى والقهر والظلم ...
إنّ ما يحصل اليوم في غزة هو عزّ ونصر وإباء... إنّ شعبنا الأبيّ في غزة يبدو أنه أعلن بداية النهاية وذلك بمواصلته الصراع والمقاومة ضد الكيان الصهيوني، مع تأكيد ثوابت القضية الفلسطينية في تحرير كامل فلسطين من النهر إلى البحر...
في ذكرى النكبة وفي ظل ما يحصل من اعتداءات سافرة، وطغيان، ودمار، نقف اليوم متضامنين مع شعبنا الجبّار في فلسطين، ومستنكرين المجازر والاعتداءات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني ودعمًا لمقاومة ثأر الأحرار.
الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد كانت له كلمة، مما جاء فيها:
من صيدا عاصمة المقاومة، ومن مخيماتها الصامدة الصابرة المناضلة من أجل العودة، من ساحة الشهداء في مدينة صيدا، ومن لبنان .. المقاومة الوطنية والإسلامية التي وجهت للعدو ضربات قاسية أجبرته على الاندحار عن معظم الأراضي اللبنانية، أوجه التحية لشعب فلسطين، فلسطين الحببية ... فلسطين المقاومة.. فلسطين الانتفاضة...
أوجه التحية لغزة، للضفة الغربية، للقدس، لأراضي 48، وللشعب الفلسطيني في كل مكان، أوجه لهم التحية، وهم يخوضون نضالاً مديداً متواصلاً في مواجهة العنصرية والعدوانية الصهيونية.
وأوجه التحية بشكل خاص الى القادة الشهداء من الإخوة في الجهاد الإسلامي، ولكل شهداء الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ولكل أسراه وجرحاه ومناضليه ومقاوميه..
هذا الشعب الذي لم يبخل يوماً في تقديم كل التضحيات من أجل حقوقه الوطنية فوق أرضه من البحر إلى النهر.. منذ 75 عاما جاء الغرب ليعطي ما لا يملك لمن لا يستحق، هذا الغرب الذي قال أنه انتصر على العنصرية النازية، جاء ليقيم في الشرق وفي قلب الوطن العربي كيان عنصري عدواني استيطاني، هذا الغرب لا يزال مستمرا في سياسة ازدواجية المعايير، فهو يدعم الكيان العنصري، ويدين مقاومة الشعب الفلسطيني لهذا الكيان.
أسقط الغرب كل القيم الاخلاقية والانسانية في سلوكه هذا، غير أن الشعب الفلسطيني بالرغم من كل هذا الإجرام، وبالرغم من من هذه العنصرية والعدوانية؛ من مجازر، ومصادرة أراضي، وهدم بيوت، وقتل واعتقالات، بقي الشعب الفلسطيني صوتا صامدا، بل على العكس هذا الاجرام الصهيوني المتمادي دفع بالشعب الفلسطيني نحو مزيد من الإصرار على انتزاع حقوقه الوطنية.
هذا الشعب الفلسطيني الذي وحد مقاومته ميدانيا، يُطالب فصائل الشعب الفلسطيني بأن تتوحد تحت راية المقاومة والانتفاضة، إن هذا مطلب أساسي لانتصار الشعب الفلسطيني في معركته المديدة ضد العدوان الصهيوني. والشعب الفلسطيني يتطلع إلى دعم الشعوب العربية ، ونحن اليوم نقف لنوجه له رسالة محبة ودعم ومساندة لهذا الشعب المعطاء الذي لم يبخل، ليس فقط من أجل قضيته الوطنية، إنما لم يبخل يوما دفاعا عن مقدسات هذه الأمة العربية.
نحن لا نراهن على أنظمة عربية ذهبت بعيدا في التآمر على قضية فلسطين، وراح بعضها الى التطبيع مع هذا العدو" من فوق الطاولة ومن تحت الطاولة"، وكل ذلك على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.. نحن لا نرى أي قيمة لقمة عربية لا يكون دعم الشعب الفلسطيني أساسا في قراراتها، لا قيمة لقمة عربية لا تقدم الدعم الكامل لشعب فلسطين، لا قيمة لكل التسويات التي تجري هنا وهناك، إن لم يكن في صلبها دعم نضال الشعب الفلسطيني، لا أمن عربي دون الأمن الفلسطيني، ولا نهضة لأمتنا العربية في ظل القهر والعدوان والإجرام الذي يرتكبه العدو العنصري بحق الشعب الفلسطيني..
هذه قواعد أساسية لنضالنا، ليس فقط في فلسطين، إنما في كل الأقطار العربية، أساس البوصلة هي فلسطين وقضيتها، لأننا نواجه حالة عنصرية عدوانية لا تستهدف فقط شعب فلسطين وإنما كل هذه الأمة.. لذلك يستمر نضالنا وكفاحنا من أجل فلسطين، وحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه، ومن أجل حقوق الشعب الفلسطيني الاجتماعية والانسانية في لبنان وفي غير لبنان.و نطالب الحكومة ، عندما نتجاوز هذه الأزمات الأخيرة التي يمر بها لبنان، بإقرار الحقوق الإنسانية والاجتماعية للشعب الفلسطيني، لأن هذه الحقوق تعزز نضال الشعب الفلسطيني، و على غير ما يقول البعض: إن هذه الحقوق تؤدي الى التوطين في لبنان، فلم نسمع يوما بأن فلسطيني واحد تحدث عن التوطين.
ونقول أيضا أنه من غير المقبول ما يقوله البعض في لبنان " إن قضية اللاجئين الإخوة الفلسطينيين مثل قضية النازحين، وإن هناك مخاطرعلى لبنان من هاتين القضيتين، هناك فرق كبير، فقضية الفلسطينيين مرتبطة بقضية العودة الى فلسطين، ومرتبطة بالنضال الفلسطيني ، وبدعم العرب لقضية فلسطين لكي يعود الشعب الفلسطيني الى بلاده معززا مكرما، لكن قضية الإخوة النازحين السوريين هي قضية ملزمة للحكومتين اللبنانية والسورية، والجامعة العربية والأمم المتحدة، بعودة كريمة وآمنة للإخوة السوريين، القضية مختلفة تماما. في الحقيقة نحن ضد أي فرز أو دمج ديمغرافي قصري على الشعبين اللبناني والسوري، لأن ذلك ليس من مصلحة أي من الشعبين اللبناني والسوري.
مسؤول حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا كانت له كلمة، قال فيها:
التحية لكم وللقاء السياسي اللبناني الفلسطيني على هذه الوقفة التضامنية التي نوجه فيها التحية إلى شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة، وإلى مقاومة الشعب الفلسطيني أينما كان، وإلى أبناء فلسطين أينما وجدوا وحلوا ..
75 عاماً والعدو الصهيوني يمعن فينا قتلاً وإرهاباً وإجراماً .. 75 عاماً والعالم يتفرج علينا .. هذا العالم الظالم الذي لم يستطع أن يكف يد هذا العدو عن ثرواتنا وخيراتنا وأرضنا ومقدساتنا في هذه المنطقة، ولا سيما في مركز هذه المنطقة المستهدفة فلسطين المحتلة..
75 عاماً والعدو الصهيوني يحشد كل طاقاته وحلفائه وكل أعوانه من أجل كسر إرادة المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية، وتذويب اللاجئين الفلسطينيين في شتات العالم ولم يستطع ..
75 عاماً، ونحن اليوم نواجه العدو الصهيوني الذي يمتلك السلاح ويمتلك منظومة عسكرية وأمنية يتفوق فيها على المنطقة ويواجهها أبطال شعبنا الفلسطيني ..
في الضفة وغزة اليوم يسطرون ملحمة بطولية رداً على العدوان الهمجي والإجرامي والمجزرة التي ارتكبها بحق قادة من سرايا القدس وحركة الجهاد الاسلامي، حيث ارتقوا مع أطفالها ونسائهم وجيرانهم في محاولة منهم لكسر معادلة القوة التي فرضتها حركة الجهاد عليهم منذ سنوات طويلة، وهي أن كل اغتيال سيقابله قصف تل أبيب، وسيقابله رد عسكري سيدفع العدو الصهيوني ثمنه غالياً..
لم يستطع هذا العدو أن يكسر حركة الجهاد منذ سنوات طويلة، ولم يستطع إضعاف قوتها ومقاومتنا .. لم يستطع إضعاف وكسر إرادة شعبنا .. لم يستطع كسر إرادة أسرانا وهم في سجون الاحتلال يواجهون هذا العدو بأمعائهم الخاوية وإرادتهم الصلبة وعزيمتهم التي لا تلين ..
75 عاماً والعدو يحاول ويبذل قصارى جهده من أجل إنهاء القضية والهيمنة على المنطقة .. في كل أشكال الحروب لم يترك العدو وسيلة إلا واتبعها مع حلفائه وأعوانه ومع من يدعمه من الإدارة الأميركية والغرب الذين يقفون إلى جانب العدو، لم يطبقوا في يوم من الأيام قراراً من قرارات الأمم المتحدة على الرغم من أنها مجحفة بحق الشعب الفلسطيني .. هذا العدو يدوس تحت أقدامه كل العالم .. لم يستطع أن يدوس المقاومة وشعب فلسطين، والشعب اللبناني الملتحم مع الشعب الفلسطيني في هذه المقاومة..
إن العدو الصهيوني لا يمكن له أن ينتصر في معركته على مقاومتنا .. نحن على رأس هذا الحلف المقاوم، وتقف الجمهورية الإيرانية بكل شموخ، وتتحدى كل العالم وتدعم المقاومة بكل صغيرة وكبيرة بدون أي حساب .. لا يمكن أن ينهزم أو ينكسر مشروع المقاومة، وسوريا إلى جانبه، والمقاومة في لبنان وحزب الله إلى جانبه، والمقاومة في العراق إلى جانبه، والمقاومة في اليمن والشعب العزيز إلى جانبه، والشعب العربي الأبي الحر إلى جانبنا .. والشعب الإسلامي المؤمن بقضيته إلى جانبنا .. لا يمكن أن تنكسر قضيتنا، ولا يمكن أن تنكسر مقاومتنا طالما أن هناك حر في هذا العالم يدعم هذه القضية ومظلومية الشعب الفلسطيني ..
وأضاف عطايا:
إننا من هنا لا يسعنا إلا أن نوجه كل التحية إلى أرواح الشهداء الأبطال الذين ارتقوا في المسيرة والمواجهة التي تقود فيها المقاومة الإسلامية حرباً شرسة ضد العدو الذي يحاول منذ اللحظة الأولى لاغتيال الشهداء القادة أن يدخل العالم لاستيعاب رد المقاومة والجهاد، إلا أنه لا يمكن أن ينال ما يتمنى ..
المقاومة التي بدأت معركتها وبدأت ردها على العدو بحرب نفسية قبل الحرب العسكرية جعلته يقف على رؤوس أصابعه ينتظر ويستعجل الرد العسكري، ولكن الرد العسكري جاء على غير ما يتمنى .. وصواريخ المقاومة اليوم وحركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس وفصائل المقاومة التي تقف إلى جانبها والتي أثبتت أنها على موقف واحد موحد ضد العدوان .. صواريخ المقاومة تجوب سماء فلسطين لتؤرق العدو ولتقول لكل الصهاينة أنه لا أمن ولا سلام لكم على أرض فلسطين ..
إن مفاعيل الرد العسكري بدأت قبل أن يبدأ .. بدأت بإخلاء المستوطنات ..
وهذا هو الهدف .. الاستراتيجية في غزة هي تفريغ المستوطنات من الغلاف، وتحرير أكبر رقعة ممكنة من الوجود العسكري والاحتلال الصهيوني، حتى وإن بقيت تحت احتلاله كما في غزة ..
هذه الوقفة التضامنية توجه رسائل متعددة إلى العدو وإلى الصديق، وهي ألا تتأخروا عن إسناد أهلنا في غزة في هذه المعركة ..
نحن نطمئن أن كتائبنا المقاومة والأجنجة العسكرية، وسرايا القدس، نقف بالمرصاد، وندك عمق الكيان، وتقول للجميع إطمئنوا .. لا مدى زمني أمامنا ليضغطنا، وهذا ما أربك العدو .. العدو لا يتحمل مواجهة طويلة المدى، ونحن لا ندري هل ستمتر هذه المواجهة إلى 21 من شهر أيار لتتناسب مع ذكرى انتصارنا في معركة سيف القدس ؟ .. أو هل ستمتر إلى 25 أيار لنحيي احتفالات التحرير والنصر والإنجاز في فلسطين؟ .. أم أنها ستطول أكثر .. هل ستلغي مسيرات الأعلام الصهيونية تلقائياً بحكم استمرارها أو أنها ستمتد أكثر أم ستقف قبل ذلك أم بعدها ؟
كل ذلك بتقدير المقاومة التي تدير المعركة بحكمة وإرادة قوية، وذكاء عال لا نظير له .. حيث استطاعت بفضل كل الشهداء القادة الذين استشهدوا من سرايا القدس، وكل التضحيات التي قدمها شعبنا الفلسطيني في غزة، استطاعت أن تستمر المقاومة في إدارتها للنار والمعركة وتوجيه الضربات على كل المستويات .. هي التي تحدد الزمان والمكان الذي ستسقط فيه الصواريخ ..
ولا بد لنا أن نشكر لكم هذه الوقفة المهمة التي ستوجه رسالة واضحة إلى شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة وهي أن الشعب الفلسطيني في لبنان والشعب اللبناني الأبي وأن الحركة الوطنية اللبنانية وصيدا الأبية هي مع فلسطين ومع غزة وستبقى معكم ..
إصبروا وصابروا ورابطوا ، وتابعوا المسيرة والمواجهة حتى تحقيق الإنجاز المهم، وحتى ترسيخ معادلات جديدة من معادلات القوة التي ترسيها المقاومة...
أمين سر حركة "فتح" وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات كانت له كلمة، قال فيها:
كل الشكر للإخوة في اللقاء السياسي في صيدا على تنظيم هذه الوقفة التضامنية في ظل أيام تبعدنا عن ذكرى النكبة الأليمة التي سميت بنكبة العصر ..
في الذكرى 75 لهذه المأساة الكبرى التي ألمت بالشعب الفلسطيني وبالأمة العربية، والتي ما زلنا نعاني من تداعياتها لغاية اليوم .. وكذلك الدعوة إلى وقفة تضامنية مع أهلنا الذين يواجهون العدوان الصهيوني الغاشم على غزة هاشم وضفة الأحرار، والقدس عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة.
هذا العدوان الهمجي الذي يمعن قتلاً وتدميراً والمستمر منذ عدة أيام .. شهداء قادة عسكريين قدموا للقضية وضحوا وما زالوا على العهد .. عائلاتهم أطفالهم والمدنيين الذين يواجهون آلة الحرب الصهيونية هذه .. أكثر من 4 طائرات في اليوم الأول للعدوان استهدفت منازل قادة الجهاد الإسلامي..
هذا الإجرام الذي عهدناه في دولة الكيان الصهيوني منذ نشأتها من خلال ما ارتكبته من مجازر في كفر قاسم ودير ياسين، ولم يعد يخفى على أحد من العالم كيف أن هناك أشخاصاً من عصابات الصهيونية قد اعترفوا بالصوت والصورة وتحدثوا عن الأعداد التي أعدموها من الأهالي الفلسطينيين حتى يقتلعوا الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه.
الشعب الفلسطيني اليوم أخذ قراراً منذ فترة طويلة منذ انطلاق أولى شرارات المقاومة، في العام 1919 مروراً بالعام 1964 والعام 1948 ، من فؤاد جمجوم، وحجازي وأحمد موسى، والأبطال الذي يرتقون اليوم .. فلا خلاص لنا من هذا الاحتلال ومن هذه القوى الفاشية العنصرية المتمثلة بهذه الحكومة اليمينية إلا بالمقاومة بكل أشكالها ..
ما يجري في غزة وجنين والقدس هو عدوان مستمر ومتمادٍ .. والمواجهة اليوم التي يقودها هؤلاء الأبطال هي مواجهة باسم الأمة والشعب الفلسطيني بأكمله .. وباسم المقاومة والشرفاء والمسلمين والعروبيين .. هم يدافعون عن شرف الأمة وكرامتها في الموقع المتقدم ..
هنا من هذا الموقع من صيدا قلعة العروبة، وبوابة المقاومة، وجنوب الاحرار .. نعم هنا حيث يرقد مئات الشهداء في هذا المثوى حيث واجهوا الاحتلال عام 1982 ..
نعم الشهداء كلهم هم الأكرم منا جميعا .. والشهداء الذين يقاتلون من أجل فلسطين ودرب فلسطين هم من خامة وقماشة واحدة .. لن نتركهم ..
وكما قال بيان لجنتنا المركزية اليوم أننا لن نسمح باستفراد فصيل دون اخر ، ولن نسمح باستفراد مدينة دون أخرى .. شهداء الفصائل كلها هم شهداء الثورة الفلسطينية .. غزة عزيزة على قلوبنا، كما هي القدس وجنين ورام الله والخليل ونابلس .. نحن موحدون، ويجب أن تتعزز هذه الوحدة الفلسطينية، وكذلك الاحتضان العربي والإسلامي والعالمي ضد هذا الاحتلال لنقول لإخوتنا الصامدين الصابرين بكلمات : " أيها الأبطال .. نحن معكم نحن معكم نحن معكم .. وأنتم لستم وحدكم"..
اليوم في ذكرى النكبة الخامسة والسبعين .. هناك مبادرة قامت بها الأمم المتحدة لأول مرة، رغم أننا نعلم جميعا بأن قرارات الأمم المتحدة بالمئات تطبق على الضعفاء ولا تطبق على الكيان الصهيوني .. إن العدو الصهيوني دولة خارجة عن القانون كما قال الرئيس محمود عباس في روايته، وكما سيقول كذلك في 15 أيار في قاعة الأمم المتحدة التي تفتح لأول مرة لإحياء ذكرى النكبة، وهو التضامن الأول من نوعه، منذ 75 عاماً مع القضية الفلسطينية .. إن العدو الصهيوني خارج عن القانون، ولا يطبق قرارات الأمم المتحدة بخاصة القرارات التي تدعو للحفاظ على حق الشعب الفلسطيني بأن يكون له دولة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين في العودة ..
مهما بلغ بطش الاحتلال وإجرامه، نحن واثقون تماماً بأن هذه المعركة هي معركة الشرفاء وكل الشعب الفسطيني .. وأنتم اليوم عندما تقفون هذه الوقفة إنما تعبرون عن أصالتكم وعروبتكم ودعمكم للشعب الفلسطيني .. وهذا ليس غريباً عليكم، لأنكم قدمتم الدماء منذ النكبة عام 48 حتى اليوم ، ولم تبخلوا بها على الشعب الفلسطيني .. لذلك أقول من الواثق من الإرادة والإيمان بأن فلسطين ستنتصر حتماً عاجلاً أم آجلاً لأنها قضية حق وقضية عدالة ، وما ضاع من حق وراءه مطالب.. فكيف إذا كان هذا الحق وراءه شعب مجاهد ومقاوم.
لذلك، وفي ظل هذا العدوان المتمادي والإجرام التمادي، لا بد وفي ذكرى النكبة الأليمة، لا بد لنا نحن الفلسطينيون إلا أنن نتوجه وندعو إلى مزيد من الوحدة الفلسطينية ، ومزيد من المواجهة مع الاحتلال دعماً للمقاومة بكل أشكالها ..
اليوم في فلسطين هناك مقاومة شعب على الرغم من الفصائل .. الشعب الفلسطيني كله منخرط بالمقاومة كل من موقعه .. الحكومة الإسرائيلية تحاول أن تخرج من مأزقها، تحاول أن تخرج من أزمتها لتؤكد أنها دولة قوية .. صحيح أنها دولة مسلحة وقوية، ولكنها حتما دولة مهزومة أمام بطولات الشعب الفلسطيني وعدالة القضية الفلسطينية، ولا بد للشعب الفلسطيني أن ينتصر باذن الله لأنه شعب مؤمن بأن قضيته هي قضية حق وعدالة، ومؤمن بأن القدس هي ركن من أركان هويته الإسلامية والعربية، وأن عليه واجب تحريرها ..
لذلك أحيي وأشكركم على هذه الدعوة، وأحيي أرواح الشهداء جميعا الذين ينيرون لنا درب النصر الحرية والاستقلال. وأحيي الأسرى والمعتقلين الذي أعدم قسم منهم كالشيخ خضر عدنان .. وأحيي الشهيد الحي أبو دقة ومروان البرغوثي، ونائل البرغوثي، وأحمد سعدات، لأنهم مثال للتضحية والفداء ..
الخزي والعار لقادة الاحتلال المنهزمين .. وحتماً النصر لشعبنا باذن الله ..