الإعلام منذ فجر وجوده هو تلك السلطة الفتاكة، التي إذا ما اقترنت قوتها بالموضوعية والوطنية، يمكن أن تغير مسارات كاملة وشاملة، على طريق بناء الأوطان والشعوب، ولعل تعددية المجتمع اللبناني، وكثرة العناصر المكونة لنسيجه، قسمت إعلامه، عوض أن توحد هذا الإعلام ليجسد هذه الفسيفياء الوطنية الجميلة.

في هذا السياق تؤكد  مقدمة برنامج man to man الإعلامية سمر بو شبل في حديث خاص بموقعنا أن الإعلام يضم عدة فئات، فهناك منه المرتشي الذي يسوق لجهات سياسية أو مصرفية، وهناك المسيس الذي يعكس سياسة المالكين، وهنا يضعف هامش ايصال الحقيقة كاملة للناس،، أما الإعلام الحر فهو الذي يوصل الصورة كما هي، وعليه يمكن الرهان لبناء الدولة.

بو شبل التي عملت في الإعداد والابتكار، تقدم اليوم برنامجا يسمح لها بتجسيد نظرتها للاعلام كما تعتقد، في ظل زحمة كبيرة في الوسط الاعلامي، وهو البرنامج الذي يجسد ثقافة الحوار العفوي حيثُ يشعر المشاهد أنه يجلس في الاستديو، وهو حوار راقٍ، بعيدٌ عن إثارة الجدل، وركوب الموجات، واليوم نحن نعمل بإمكانيات محدودة ولكن نحاول تقديم كل المجهود، وردة فعل الناس وتجاوبهم هو المحفز والسلاح الأمضى لاستمرارنا. 

ترى بو شبل أن مقياس الحوار هي العفوية والرقي في آن معًا، والوصول للناس وعواطفهم وقضاياهم هو المقياس الأهم للعمل الإعلامي، والموضوعية هي الأساس في كل عمل إعلامي لايصال الحقيقية، ولذلك السعي هو لايصال الحقيقة ولا شيء سواها، بغض النظر عن الانتماءات السياسية هنا او هناك، واليوم هذا الانهيار الذي حصل في كل القطاعات هو فرصة لنبني دولة عصرية، وقد اختبرنا أن ثمة مشكلة في النظام والاداء على حد سواء، وهي يجب أن تكون ممهدًا لاعادة بناء الدولة،  والشباب اللبناني هو مدماك العبور المركزي نحو لبنان الذي نمتي النفس به اليوم وغدًا.