بأقلامهم >بأقلامهم
باسيل ارتكب خطأ كارثيًا!
باسيل ارتكب خطأ كارثيًا! ‎الثلاثاء 16 05 2023 10:02 محمد المدني
باسيل ارتكب خطأ كارثيًا!

جنوبيات

 

رغم كل ما يشاع حول قرب اتفاق القوى المسيحية، وتحديداً "القوات اللبنانية" والكتائب و"التيار الوطني الحر" على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية، يبدو أن الجهود المبذولة لن تصل إلى الخواتيم المرجوة.

عدة مصادر مطلعة، أكدت أن المفاوضات بين المسيحيين لا تسير على ما يرام، خصوصاً أن رئيس "التيار" جبران باسيل، لا يزال تحت تأثير "إتفاق مار مخايل"، وحتى اللحظة لا يجرؤ على "كسر الجرة" مع "حزب الله" الذي يرفض "المسايرة" بملف الرئاسة.

وتشير المصادر، إلى أن جميع الأسماء المطروحة على طاولة الأحزاب المسيحية، ومن بينها الوزير السابق جهاد أزعور، تشكل خطراً سياسياً على "الثنائي الشيعي"، والأخير لن يتردّد في رفضها ومقاطعة الجلسات التي ستؤدي إلى ترئيس أحدها.

ووصفت المصادر، أن ما يدور في الكواليس بين القوى المسيحية بـ"طبخة بحص"، لأنها لن تغيّر في واقع الحال، بل ستفتح باباً أمام المزيد من التعطيل، وبالتالي، الفراغ الرئاسي الذي يكلّف لبنان واللبنانيين فوق مصائبهم "كَومة" من الخسائر الإقتصادية والنقدية والإجتماعية.

أكثر ما يُعرقل مساعي الإتفاق المسيحي "الرئاسي"، هو إنعدام الثقة بين "القوات" و"التيار"، فلا جعجع يؤمن بأن باسيل يريد فعلاً الخروج من عباءة "حزب الله"، ولا جبران بإمكانه تحصيل الضمانات السياسية والمكاسب السلطوية التي يؤمنها له الحزب، كما فعل منذ العام 2005. ثم أن باسيل أذكى من أن يخوض معركة خاسرة بوجه "الثنائي الشيعي"، فهو يعلم أن أي مرشح، مهما علا شأنه، من المستحيل وصوله إلى قصر بعبدا ما لم يوافق عليه "الشيعة"، لذلك، أن غاية باسيل من الدخول بإتفاق مع "القوات" والكتائب على مرشح واحد، هي منع وصول فرنجية أو قائد الجيش العماد جوزف عون.

لكن ما يريده باسيل لن يتحقّق، فالرجل لم يعرف من أين تؤكل الكتف، فهو لا يستطيع إحراج "حزب الله" إلا بذهابه نحو ترشيح شخصية مقبولة لدى "الثنائي" ليحشره في الزاوية "الرئاسية"، ويدفعه نحو التخلّي عن ترشيح فرنجية، وهذا ما لم يفعله.

ما أقدم عليه باسيل من ابتزاز للحزب، والإيحاء بأنه سيكون في مركب خصوم حارة حريك، يعتبر خطأً كارثياً، وسيكون له تداعيات على رئيس "التيار". وكما أن باسيل لا يحظى بثقة غالبية القوى المسيحية، فأنه سيضطر لتقديم أوراق اعتماد جديدة للحزب، كي يصفح عنه ويعيده إلى سابق عهده، "الطفل المدلّل" لدى "حزب الله".

المصدر : ليبانون ديبايت