بأقلامهم >بأقلامهم
"خاص جنوبيات" طُلّاب البقاع في خضمّ المعاناة.. هل تنقذهم بعض المبادرات؟
جنوبيات
"لا شيء في هذه المحافظة سوى إنهاء الدراسة، والبدء بالتّفكير الجدي حول المكان الذي سنذهب إليه في بيروت، حيث إنَّ انعدام فرص العمل بقاعًا أجبرنا على العمل بشبه السُّخرة في بيروت، فما بين السّكن والمواصلات وغلاء الغذاء والخدمات، يكون الرّاتبُ أشبه برسوم رمزيّة، نتلقّاها للاستمرار". بهذه العبارات تصف نجوى من بلدة المرج واقع شريحة كبيرة من طُلّاب البقاع الذي انهوا الدراسات الجامعية والعليا، ولم يستطيعوا لغاية اللحظة تأمين عمل في محافظة البقاع التي تفتفرُ لكثافة وغزارة فرص العمل، وسط غياب السياسات التي تضعُ هذه المحافظة على خطّ الخريطة الوطنية الانتاجيّة.
الأمر نفسه يتحدّث به أحمد من بلدة ضهر الاحمر، إذ يعتبر أن لا مناص عن الاستقرار في العاصمة والعمل فيها، في ظلّ تدنّي الأجور بقاعيًّا، فبعد أنهى الدراسات العليا في الفيزياء، يعملُ حاليّا كموظف محاسبة في إحدى مطاعم منطقة الاشرفيّة، وينهي بالقول:" بدي بلّ هالشهادة واشرب ميّتها".
وفق آخر تقرير اعدّتهُ إدارة الإحصاء المركزي فإنَّ:" نسبةَ البطالة عند الشّباب تبلغُ حوالى 23,3%، وترتفعُ لدى حاملي الشّهادات الجامعية إلى 35,7%, وفي هذا الصّدد يشير الباحث الاقتصادي زهير فيّاض إلى أنَّ انتشار البطالة في صفوف حاملي الشهادات: «في كل عام من السنتين الماضيتين، هناك حوالي 30 ألف خريج انضمّوا إلى جيش العاطلين من العمل». صحيح أن البطالة المقنعة منتشرة منذ سنوات، لكنها تزداد بوتيرة متسارعة. وذلك يعود، بحسب فياض، إلى «الأزمة الاقتصادية الاجتماعية التي تعصف بلبنان وعدم الاستقرار السياسي، تضاف إليهما جائحة كورونا التي أثرت في الاقتصاد العالمي بما فيه الاقتصاد اللبناني المتعثّر أصلاً». ويشرح: «اقتصاد لبنان يعتمد على القطاع الخدماتي والقطاع المصرفي، وجرّاء الانكماش الاقتصادي والأزمة المصرفية جرى تسريح آلاف الموظفين خصوصاً في مؤسسات مصرفية وإعلامية وخدماتية كالفنادق والاستشفاء».
رئيس لجنة التّربية النيابية حسن مراد كشف في وقت سابق في حديث "لموقع جنوبيات": إنَّ كل الجهود ستنصبُّ على تعزيز حضور الشباب البقاعي في هذه المحافظة، فثمة أفكار جدّية للمزيد من الاستثمار التربوي والمؤسّساتي الذي يمكن أن يخفّف من الاعباء على طلاب وطالبات البقاع وكلّ لبنان، وهو يتماشى مع مشروع التّنمية التعليمية والثقافية والتّربوية التي نعتبرُها مدماكًا في سّلّم الارتقاء بهذا المجتمع.
"العظيم أن ينهيَ المرء مرحلة تعليميّة وينتقل لسوق العمل، ولكنّ الأعظم أن لا يجدَ نفسهُ نتيجة لخواء سياسات دعم الاطرافِ، مُطرًّا للعمل بما يُشبهُ السُّخرة، في أعمال لا علاقةَ لها باختصاصه، أو حتّى براتبٍ لا يكفي لأبسط مُستحقّات الحياةِ في العاصمة.