إنّها قصّة طريفة حصلت فعلًا، وكادت أن تؤدّي إلى مشكلة دبلوماسيّة لولا تدارك الأمر واتّخاذ الإجراءات المناسبة. 

فأثناء زيارة الرئيس اللبنانيّ الأسبق " الراحل شارل حلو" للكويت نهاية ستّينيّات القرن الماضي، أراد رئيس إذاعة الكويت تكريم الرئيس اللبنانيّ بأغنيات تحمل اسمه، فطلب رئيس الإذاعة الكويتيّة من الأرشيف تزويده بكلّ الأغاني التي ترد فيها كلمة "حلو" لبثّها أثناء مراسم استقبال الرئيس "شارل حلو".
وكانت الأغنية الأولى التي جرى بثّها: "يا حلو صبّح يا حلو طلّ، يا حلو صبّح نهارنا فلّ" للمطرب محمّد قنديل ولاقت استحسانًا كبيرًا.
أمّا الأغنية الثانية فكانت: "قل لي يا حلو منين الله جابك" للمطرب حضيري أبو عزيز.
هذه الأغنية سبّبتْ إحراجًا للضيف ولمضيفيه، ما استدعى إقالة رئيس الإذاعة "المتذاكي" الذي لم يسمع الأغنية كاملة، إذ اعتمدها فقط لأنّها تحتوي على كلمة "حلو". فاستدعى الأمر اعتذارًا رسميًّا كويتيًّا للرئيس اللبنانيّ "شارل حلو" لأنّ في هذه الأغنية مقطعًا يقول: "قل لي يا حلو شجابك علينا، أمّك جابتك واحنا ابتلينا".
الحكمة من وراء هذه القصّة، أن لا يتسرّع المرء في تصرّفاته العفويّة وغير المحسوبة، كي لا يقع فريسة سهلة للغباء، فيتكبّد عناء عدم التحسّب لعواقب الأمور، ويدفع فاتورة التهوّر على المدى المنظور.
وأخيرا وليس آخرا، يُطرح السؤال التّالي:
"كم من الفواتير ينبغي دفعها من سياسيّي لبنان ووزرائهم الفطاحل"؟ا  

القاضي م جمال الحلو