عام >عام
كيف نستفيد من النفايات الإلكترونية.. وما هي منافعها ومضارّها؟
راشد سركيس: بقايا الإلكترونيات تحتوي على مواد أولية مهمّة
كيف نستفيد من النفايات الإلكترونية.. وما هي منافعها ومضارّها؟ ‎الثلاثاء 20 12 2016 12:33
كيف نستفيد من النفايات الإلكترونية.. وما هي منافعها ومضارّها؟


زاد الطلب على المنتجات التكنولوجية بسرعة مذهلة في الوقت الذي تدخل فيه المزيد من دول العالم عصر «الإنترنت»، ما أدى الى كميات هائلة من النفايات الإلكترونية، بحيث أسفر التطوّر التكنولوجي الذي يشهده العالم حالياً عن ظهور مشكلة بيئية خطيرة، وُصِفَتْ من قِبل العلماء المعنيين بـ»القنبلة البيئية الموقوتة»، التي تمثّلت بزيادة معدلات المخلّفات الإلكترونية التي يدفع الإنسان ثمنها من صحته ودمار البيئة المحيطة به.

ويبقى السؤال ماهي النفايات الإلكترونية؟، وكيف يمكن أنْ نتخلّص منها بأمان؟.. من هذا المبدأ الأساس، ننطلق ونطرح عناوين في سياق أسئلة مركّزة يُجيب عنها بدقة متناهية المهندس راشد سركيس لإيفاء الموضوع حقه..
غنى اسماعيل

{ ما هي النفايات الإلكترونية؟
– «عندما نقول نفايات إلكترونية نرى الكثيرين يهتمون، كما نرى آخرين لا يكترثون.. أما الحقيقة فيجب على كل مستخدم لأي نوع من «التكنولوجيات» أنْ يعرف بأنّه مسؤول ليس عن شراء منتج إلكتروني بل عن كل فترة استخدامه، فكما يطالب بحقوقه في الكفالة وجودة المنتج، هو أيضا يتحمّل مسؤوليات كبيرة في اقتناء الآلة التي يستفيد منها حتى عدم صلاحيّتها. إذن، البقايا الإلكترونية ليست نفايات، بل هي مواد لها قيمة وتحتوي على مواد أولية مهمة في بعض الاحيان».
{ على عاتق مَنْ يقع عبء التخلّص منها؟
– «كل مستخدم لآلة الكترونية مسؤول عنها، ويجب أنْ يعرف كيفية تصديرها إلى مكان آمن بعد الانتهاء من استخدامها أو استبدالها لتتابع طريقها بشكل سليم بيئيا وعلميا».
{ ما هي أنواع النفايات الإلكترونية؟
– «هذا سؤال مهم جداً، لأنّ البقايا والمخلّفات الإلكترونية ليست صنفاً واحداً، فيمكننا استبدال عدد كبير من قطع غيار السيارات، أما الآلات الإلكترونية فتدخل في مجموعة واحدة، ولو اختلفت طريقة تركيبتها وقياساتها ومحتوياتها وحجم الثقل الإلكتروني فيها، إلا أنّ كلها تحتوي غالبا على مكوّنات تدخل في صناعتها معادن ثقيلة وملوثات تتفاعل مع المواد العضوية إنْ اختلطت بها، وهي لن تسبّب أي أذى إذا ما بقيت بعيدة عن أي تفاعل مع مواد أخرى عضوية أو كيميائية أو بترولية».
{ ما هي الأضرار الناتجة عنها؟
– «إنّ النفايات الإلكترونية إذا وُجِدَتْ وحدها، لن تتفاعل ولن تؤذي أحداً، هنا أهمية وجوب بقاء هذه المواد منعزلة عن باقي النفايات، فبمجرّد خلط مخلفات إلكترونية مع مواد عضوية قد تحتوي على أنواع من الحوامض أو «الأسيد» أو غيرها من العناصر والمكوّنات المتفاعلة يمكن إنتاج مفاعيل سلبية تخلق مواد خطرة مؤذية، فالمواد الإلكترونية ليست فقط المواد المركبة للقطعة بل تتداخل فيها بطاريات وأجسام أخرى يصعب فصلها عنها وهي تؤثر تأثيرات أكثر خطورة».
كيفية الفرز والاستفادة
{ كيف يمكننا فرزها والاستفادة منها؟
– «على المسؤولين أنْ يضعوا جداول بكافة البقايا والنفايات التي ينتجها المواطن ويرشدونه إلى الطريقة السليمة للتخلّص منها، أين توضع؟ كيف توضّب؟ ما هي فوائدها ومساوئها؟ ليعرف الإنسان تماما كيف يتعامل مع الأمر. لذا على المواطن التنبّه إلى ضرورة عدم خلط البطاريات من أي نوع كانت مع النفايات العضوية في المرحلة الاولى، وترك كل البقايا الإلكترونية بمعزل عن أي اختلاط مع مواد أخرى.
من جهة ثانية هناك متخصّصون في تجميع البقايا الإلكترونية ويجب إرشاد الناس اليها. أما بالنسبة الى الاستفادة منها، فهناك نوع من النفايات التي تبدو هكذا للبعض بينما تبدو لآخرين ذات قيمة عالية يستطيعون استخدامها في عدة أساليب، وهكذا يجب التنويه الى أهمية تبادل الأجهزة وتوفير مبالغ طائلة».
{ كيف السبيل للتخلّص منها بأمان؟
– «علينا معرفة أنّ هذه البقايا لها قيمتها وتدرّ علينا مردوداً، لذا لا يضر أبداً أن نستودع هذه المواد حال الانتهاء من استخدامها للتوصل الى مرجع معالج، وهذا الامر لا يستلزم القلق أو التفكير كثيرا لأن الحلول موجودة، من خلال متخصصين ذوي تقنية وفنية عالية لتحضيرها بشكل معين أو شحن البعض منها خارج البلاد أو استخدام البعض الآخر في عمليات التدوير لأنها تتضمن الكثير من «البلاستيك» المقوّى، و«الشاسيات» المعدنية والتلحيمات الكثيفة وتنتج كميات كبيرة من القصدير والرصاص. كما أنّ هناك أجزاء تحتوي على زئبق أو مواد مشعة بدرجات طفيفة».

                                                         راشد سركيس