بينما يتطلع البعض لما ستؤول اليه اتصالات ولقاءات المعارضة، وينظر اخرون لما ستؤول اليه أصوات القوى هنا أو هناك، وفي الوقت الذي ينتظر هذا الفريق اتصالًا من خارج الحدود، وينتظر اخر ان يحتسيَ كأس النّصر فائزًا بإسقاط مُرشّحٍ دون اخر، تعلو أصوات الجياع يومًا بعد يوم، وتزيد هوة الفرق الطبقيّ بين الشّرائح المشكلة للمجتمع اللبناني، حيثُ تقول مراكز الأبحاث والدراسات وأكثر من مؤسسة دراسات موثوقة الأرقام، أنّ نسبة الفقر عمومًا تخطّت ال80% في لبنان، وتزيد نظرًا لانعدام السياسات او احتمالية تثبيت سعر صرف العملة، أو زيادة الرواتب والاجور، وهنا يتّضحُ ان الأزمة ليست فقط أزمة سياسة ورئاسة، وإنما أزمة اخلاق.

مما لا شكّ فيه ان معظم هذه القوى لها حساباتها، ولا شكّ ان هذه الدولة "الكازينو"، التي تقاسم الجميع ثرواتها ومقدراتها عقودًا من الزمن، ما زالت عند جزء كبير أشبه بقالب الحلوى (رغم بهاتته اليوم)، لذلك فالاخلاق غائبة عن المشهد الوطني، وكذا الضّمير الذي أضحى مُستترًا، والا ما الذي يدفعُ نوّاب هذه الأمة المنتخبين بوكالات شعبيّة (هكذا يقال)، لأن يسرقوا اللحظة لانتخاب رئيس وتشكل حكومة تنتشل المشهد من براثن الانهيار الكبير القادم؟

ليست أزمة رئاسة ولا سياسية ولا ميثاقية ولا حتى عيش مشترك أو وحدة وطنية، أو أيّ من هذه الشّعارات الخيالية الكاذبة التي تمّ اختلاقها بين الشعوب اللبنانية، الازمة أزمة اخلاق عند جُلّ هذه الطبقة حتى لا نقع في فخّ التّعميم، وعسى أن ترعويَ الضّمائر، قبل أن يكون المأتمُ الوطنيُّ مأتمين، مأتمُ شعب كامل ومأتم ساسةٍ في جُلّهم لم يعرفوا الضّمير الا في كُتب الصّرف والنحو