بأقلامهم >بأقلامهم
قراءة في خطابات اللاجئين.. الذكرى 75 للنكبة
قراءة في خطابات اللاجئين.. الذكرى 75 للنكبة ‎الاثنين 5 06 2023 21:06 أمل عوض الأعرج
قراءة في خطابات اللاجئين.. الذكرى 75 للنكبة

جنوبيات

لقد اعتدنا أن نكتب في ذكرى كلّ نكبة حول مأساتنا وجراحنا ودموعنا التي لن تشفى إلّا بالعودة، لكنني اليوم سأختلف عن سابقاتي برغم بقاء ذات الألم.

ومع انتهاء أو قرب انتهاء فعاليات وأنشطة احياء النكبة في ذكراها الخامسة والسبعين ، وجب عليّ أن أعبّر عن امتناني لما قرأت في خطابات وكلمات رؤساء ثلاث لجان شعبية لمخيمات اللاجئين في المحافظة الوسطى، ولهذا الالتفاف النظيف حول وجودهم.
كنت أسرح في خضم قولهم، هل هو الذكاء؟ أم العلم؟ أم الثقافة الوطنيّة؟ أم طهارة القلب؟ 
أم أنها اجتمعت في شخص!! 
عندما يبرق رئيس لجنة النصيرات برسائل للمجتمع المحلي والدولي على اختلاف ألوانه، لا تنُمّ إلا عن التمسك بالثوابت الفلسطينية فهذا هو سريان الوطن في الشرايين،
وعندما يتحدث رئيس لجنة البريج ارتجالاً في أقل من خمسة دقائق مخاطبا مستويات الفكر والثقافة المختلفة موجزاً النكبة والنكسة وما بينهما من قيام منظمة التحرير وما بعدهما من كرامة الثورة، هذه هي الثقافة العلمية وهكذا يكون العلماء.
أما وأن توثّق العقد ما بين أشلاء الوطن الممزق فهذه هي القوة التي رعاها رئيس لجنة دير البلح عندما احتضن توقيع ديوان (شيرين و جنين) للشاعر عصام الحسنات.
كان الخوارج يقطعون الطريق على الناس ويسألوهم عن دينهم، فإن قالوا: مسلمون، سألوهم عن رأيهم في "علي بن أبي طالب"، فإن قالوا فيه قول خير قتلوهم!!، و إن كفّروه تركوهم!! 
قد يتبادر الى الأذهان تعجب واستفهام حول استحضار الخوارج.. 
ببساطة لقد كانوا أسوأ نماذج اختلاف وجهات النظر، وقد استحضرت ما قرأت من منهجية الاختلاف في القرآن عندما سمعت جميعهم في ثلاث خطابات وهي عينة لا بأس بها لتعبّر عن مجتمع اللجان، 
سمعتهم يشكرون من سبقهم ويعترفون بالبناء على ما سلف ونحن على يقين أنهم سيرممون ومتيقنين أكثر أنهم لم يتآمروا ولم يزيّفوا ولم يكذبوا فهم أرقى من ذلك، هم فرضوا احترامهم في الوقت الذي ساد فيه تعطُّشٌ بشريّ للتقدير.
إنّ كثيراً من الطغاة أذاقوا الناس الألم والمرارة لكي يبنوا لأنفسهم سيرة وذكرى بغضّ النظر عن كنه تلك الذكرى، بل إنّ هناك كثيراً من اللّصوص يكون همّهم حال القبض عليهم هو فلاش الكاميرا الذي سيجعلهم حديث الناس، أمّا العظماء فقد أبدعوا و تحمّلوا ألم البذل كي يكونوا شيئاً مذكورا و قيمةً مميّزة.
باسم كل المتعطشين لانتشار الثقافة العلمية و الوطنية لقد ألهب كوامن حماسنا ما شاهدناه وسمعناه منكم
وإنّها لثورةٌ مستمرة حتى تحرير كامل أرضنا.. فلسطين من بحرها إلى نهرها .

المصدر : جنوبيات