بأقلامهم >بأقلامهم
"اللبنانيّ المعالج"!
جنوبيات
إنّها قصّة طريفة، الغاية منها زرع الابتسامة في زمن القهر والخذلان.
يُحكى أنّ لبنانيًّا سافر إلى جمهورية كوناكان الديمقراطية للبحث عن عمل. وهناك ظلّ مدّة سنة ينتظر عملًا، وعبثًا يحاول، فقرّر استئجار محلّ وفتحه عيادة، وكتب على لوحة الإعلان: "نعالج جميع الأمراض، فإن عالجتك تدفع لي (50 دولارًا)، وإن أخفقت أدفع لك (100 دولار)".
قرأ الكوناكاني هذه اللوحة فقال: هذه فرصة لأستغلّ هذا اللبنانيّ الذي لن يقدر على معالجتي وأحصل منه على (100 دولار).
المهمّ دخل أخونا الكوناكاني العيادة فسأله اللبنانيّ: ممَّ تشتكي؟
قال الكوناكاني: لقد فقدت حاسّة الذوق. نادى اللبنانيّ الممرّضة وقال لها: العلاج "رقم 22"، فأحضرته فقطر منه في فم الكوناكاني الذي صرخ قائلًا: "عليك اللعنة هذا كاز"!
فقال اللبنانيّ: "الحمد لله عادت إليك حاسّة الذوق، ادفع (50 دولارًا).
وبعد أيّام صمّم الكوناكاني على أن يعوّض خسارته. فذهب مجدّدًا إلى عيادة اللبنانيّ الذي سأله: ممَّ تشتكي هذه المرّة؟
فأجاب: "لقد فقدت الذاكرة".
فنادى اللبنانيّ الممرّضة طالبًا العلاج "رقم 22".
فقال الكوناكاني: لكن هذا العلاج هو كاز .
عندها قال اللبنانيّ: "الحمد لله رجعت إليك الذاكرة، ادفع (50 دولارًا)".
خرج الكوناكاني غاضبًا وصمّم على أن يعود في يوم آخر كي يُحرج اللبنانيّ ويأخذ منه ال(100 دولار).
وفي اليوم الموعود دخل الكوناكاني العيادة قائلًا: مرحبًا دكتور.
ردّ اللبنانيّ التحيّة وسأله: ممَّ تشتكي هذه المرّة؟
قال: "فقدت البصر".
فقال اللبنانيّ: "ليس عندنا علاج لهذه الحالة، خذ هذه ال(100 دولار) فلقد كسبت هذه المرّة. ولكنّه أعطاه (20 دولارًا) فقط، فنظر إليها الكوناكاني وقال بصوت عالٍ: "هذه عشرون دولارًا"!
عندها قال اللبنانيّ:"هاتها، الحمد لله رجع إليك بصرك، ادفع (50 دولارًا)".
إنّها يوميّات لبنانيّ في كوناكان، بينما يوميات اللبنانيّ في بلده بخلاف ذلك، فالسلطة كفيلة بأن تنتزع منه كلّ ما يملك "حتّى الرمق الأخير" تحت عنوان: (التعاميم والقرارات وانعدام أفق الحياة).