بأقلامهم >بأقلامهم
خطأ "قوّاتي" غير مبرّر… والاعتذار مطلوب علناً
خطأ "قوّاتي" غير مبرّر… والاعتذار مطلوب علناً ‎الاثنين 12 06 2023 09:02 محمد المدني
خطأ "قوّاتي" غير مبرّر… والاعتذار مطلوب علناً


 

خرج النائب القاضي جورج عقيص، بتغريدة لا تعكس ثقافة النائب المذكور، ولا تنم على حكمة سياسية عادة ما يتمتع بها عقيص المعروف بلباقته وأدبياته، بل تعد "زحطة" وجب عليه توضيحها أو التراجع عنها لما أثارته من استياء عارم لدى أكثر من 15 نائباً.

اعتبر نائب "القوات" في "زحطته" التويترية، أن ‏كل من يتموضع في الوسط هو، إما انتهازي أو جبان، أو متآمر مع فريق من الفريقين، ويؤدي أغراضه من موقع الوسط. ‏المواجهة اليوم بين خطين ونهجين ورؤيتين للبنان. الحجة بعدم النية بالاصطفاف بين منطق الدولة ومنطق الدويلة هو شكل من أشكال الدعم المباشر للدويلة. فهنيئا لكم وسطيتكم.

ليس هكذا تخاض المعارك الرئاسية ولا بهذا الأسلوب يتم إحراج من يريد فعلاً البقاء في الوسط. إلا إذا كان المقصود فقط إهانة نواب منتخبين من مختلف المناطق اللبنانية، لهم الحق بالاقتراع كما تمليه عليهم قناعاتهم.

تهمة التآمر لا تسقط على من لم يلتحق بموكب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. بل ربما القرار الأصح هو عدم الاصطفاف بجانب من تحاصص السلطة تحت سقف اتفاق معراب الذي دفن عندما طعن رئيس التيار جبران باسيل ببنود الاتفاق، وبلع خيرات السلطة وحده.

أمّا صفة "الجبان" فهي في غير محلها إطلاقاً، خصوصًا أن بعض النواب الوسطيين يرفضون وصول مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية، ويقولوها على العلن. لذلك من المعيب وصفهم بالجبناء أو المتآمرين فقط لأنهم لم يتبنوا ترشيح جهاد أزعور الذي يراد منه فقط كسر هيمنة الثنائي على رئاسة الجمهورية.

ما صرّح به عقيص يعتبر نقطة سوداء في صفحته البيضاء، وهو الشخصية الوازنة التي تحترم الصغير قبل الكبير. لكن القوات اللبنانية عادة ما تتبنى سياسة رمي التهم بحق من لا يسيرون وفق رغباتها، كما أنها أي القوات تتقن فن القدح والذم بحق وسائل الإعلام التي تنتقدها وتصوب على قراراتها، وكأننا نعيش في كوريا الشمالية، كما قال رئيس القوات سمير جعجع عندما مُنعت الإعلامية فجر السعيد من دخول لبنان.

وإذا كان عقيص مصرّاً على ما قاله، أن هناك نواباً متآمرين، عليه تسميتهم وإثبات التهم التي وجهها إليهم. إلا إذا كان النائب القواتي يتصرف على قاعدة "كلن يعني كلن"، علماً أن القوات اللبنانية ترفض هذا الشعار جملة وتفصيلا، والحكيم في عدة مناسبات رفض هذا الشعار وعبر عن استيائه ممن يطلقونه.

من جهة أخرى، فإن النواب الوسطيين الذين قصدهم عقيص وهم كُثر، عليهم التعبير عن رفضهم لما نطق به، ويتوجب عليهم مطالبته بالاعتذار العلني، وإلا فإنهم يضعون أنفسهم في دائرة الشكّ والريبة، خصوصًا أن المعركة الرئاسية تخاض بكافة الوسائل المتاحة وهناك تسريبات تفيد أن بعض النواب ينتظرون الهدايا مقابل أصواتهم.

المصدر : ليبانون ديبايت