برعاية وحضور رئيسة لجنة المرأة والطفل النيابية النائب الدكتورة عناية عز الدين، أطلقت اللجنة الاجتماعية للجمعيات في مدينة صور برنامج مكافحة عمالة الاطفال بالتعاون مع مؤسسة عامل الدولية، وذلك في مركز باسل الاسد.
حضر الى جانب عز الدين، رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، مسؤول المهن الحرة لحركة أمل في إقليم جبل عامل المهندس أحمد عباس، المسؤول الإعلامي للإقليم علوان شرف الدين، قائد سرية صور الاقليمية في قوى الامن الداخلي المقدم جورج عيد، نائب رئيس البلدية صلاح صبراوي، الأب بشارة كتورة، ممثلين عن الجمعيات في مدينة صور وفعاليات اجتماعية وبلدية وأهلية.

بعد النشيد الوطني اللبناني، وتعريف من المحامية ندى يونس، كانت كلمة الجمعيات ألقاها الأب بشارة كتورة أكّد فيها سعي الجمعيات في مدينة صور للتخفيف من هذا الحمل عن الصغار ومساعدتهم في إيجاد باب للدخول الى الحياة العملية بكل ثقة واحترام، والإهتمام بالأشخاص الذين لا يتمكنون من نيل العلم بأن يحظوا بوظيفة لائقة تحفظ حقهم في المجتمع وتؤسس لهم للمستقبل.
ولفت الى أن الجمعيات مستعدة وجاهزة دائماً لأي عمل أو نشاط يفيد أبناء المنطقة خاصة الاطفال، مثنياً على العمل الدؤوب للنائب عناية عز الدين السبّاقة في الإهتمام بأبنائها والوقوف الى جانبهم في كل الظروف القاسية، موجهاً لها الشكر، كما شكر كل من بلدية صور ومكتب المهن الحرة في حركة أمل وكل الجمعيات.
ذاكراً في الختام أن البرنامج يهدف الى معالجة التسرب المدرسي بالتنسيق مع  مدراء المدارس وتعليم مهنة للأولاد ما بين عمر 14 ولغاية 18 سنة  .

بدورها تحدّثت ممثلة مؤسسة عامل الدولية آلاء زريق مؤكّدة أن للطفل مساحة خاصة في فكر عامل وبرامجها، ولأنه العنصر الأكثر هشاشة في المجتمع فهو يتعرّض للكثير من أنواع الهنف والحرمان من دون أن يتمكن من الدفاع عن نفسه لذلك سعت "عامل" لحمايته وصون حقوقه.
وأضافت: "نجتمع اليوم من أجل أطفالنا، ومستقبلهم، لنضع خطوة في طريق الألف ميل، حيث انطلقنا من وعينا لمسؤوليتنا كنجمّع للجمعيات المحلية لوضع حد لمخاطر ظاهرة عمالة الأطفال على الأطفال أنفسهم وبالتالي توجيههم وتوعيتهم في المسار الإجتماعي والمهني الآمن لهم".
وختمت بالتأكيد على الالتزام بحقوق الطفل والتعاون الكامل لما فيه مصلحته الفضلى وما يخدم أهلنا في مدينة صور وضواحيها وتقديم ما يمكن تقديمه ضمن الإمكانيات المادية والمعنوية من أجل إنجاح هذه المبادرة.

ثم كانت كلمة لرئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق أشاد فيها بجهود الجمعيات في مكافحة ظاهرة عمالة الأطفال التي لا بد من أن تبدأ بتشخيص هذه الظاهرة وصولاً الى إيجاد حل لها، لافتاً الى أن البلدية جاهزة للتعاون في كل نشاط هادف يصب في مصلحة المدينة وأهلها.
وأكّد أن معالجة المشكلة من جذورها تحتاج الى العمل بشكل موسع والى تعاون الجميع وصولاً الى تشريعات وقوانين ذات صلة من أجل الوصول الى حلول شافية.

بعدها كانت كلمة راعي الحفل النائب الدكتورة عناية عز الدين أكّدت فيها أن لبنان لا يسير الا بالحوار والتوافق وعدا ذلك سنكون كمن قرر ان يسير في طريق التدمير الذاتي. واضافت ان الحكمة تقتضي الذهاب الى الحوار من اجل التوافق على انتخاب رئيس وتشكيل حكومة والاتفاق على برنامج تعافي  يتضمن سياسات تنتج حلولا او على الاقل تفتح مسارات حلول لمجموعة عناوين اساسية لا يمكن ان تستقيم الامور من دون حسمها وعلى رأسها الازمة الاقتصادية واموال المودعين واستعادة حيوية مؤسسات الدولة المختلفة.
عز الدين اشادت بالبرنامج واعتبرت انه يشكل مبادرة مهمة تتوفر فيها عناصر كثيرة ضرورية للعلاج  خاصة المنهجية التشاركية التي تعتبر شرطًا اساسيًا لوضع  المشكلة على السكة الصحيحة . وحثت على التنسيق مع مؤسسات الدولة وفق ما تسمح به امكانياتها واشارت الى ان لبنان سجل انتقالا تدريجيا من ظاهرة فقر التعلم الذي يعني ان يكون الأطفال الذين يبلغون من العمر 10 سنوات تحت الحد الادنى من القراءة والتعبير، الى ظاهرة فقدان التعليم وهي تقاس بعدد الايام الفاعلة في التدريس وصولا الى التسرب الدراسي اليوم الذي بات يشكل خطرا حقيقيا على رأسمالنا البشري وعلى نمونا الاجتماعي والاقتصادي.

وحذرت عز الدين من ان يؤدي هذا الواقع الى ضياع جيل كامل ودعت للمبادرة من قبل كل الاطراف المعنية من اجل وضع حد لظاهرة التسرب الدراسي لافتة الى ان البرنامج الذي  اطلق يأتي ليضع الاصبع على الجرح في محاولة للحد من هذه الازمة الخطيرة من خلال تدريب مهني معجل للاطفال المتسربين وهذا يشكل تعاطيا واقعيا وفعالا مع المشكلة .

وشددت عز الدين على ضرورة اعتماد منهج التدريب المهني المعجل من قبل وزارة التربية معتبرة ان اعتماده كفيل بان  يحدث فرقا كبيرا في معالجة الازمة وفي الحد من تداعياتها الخطيرة وان هناك تجاربا كثيرة في دول عديدة يمكن الاستفادة منها .